اشتهرت المدينة السويسرية دافوس باستضافة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو التجمّع السنوي الذي يُعقد في فصل الشتاء ويجمع الشخصيات المهمة كرؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء، إضافة إلى كبار المسؤولين في المنظمات الدولية، وكذلك شخصيات عامة من المجتمع المدني ووسائل الإعلام، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث، والنقابات. ويعد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تنطلق فعالياته يوم غد الاثنين في دافوس السويسرية ويستمر حتى 19 من شهر يناير الجاري، منظمة غير حكومية لا تهدف للربح مقرها جنيف بسويسرا، أسسها أستاذ علم الاقتصاد البروفيسور كلاوس شواب عام 1971م، ويعدُ المنتدى بمثابة الطاولة التي يتلاقى فيها النخب من مختلف الفئات والجنسيات؛ ليتناقشوا في التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وكيفية حلولها، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء جسور التفاهم لمساعدة العالم على مزيد من الترابط الجيوسياسي والاقتصادي. وتشارك المملكة هذا العام بوفد برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ويضم الوفد صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، ومعالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ومعالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ومعالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم. وسيناقش الوفد السعودي، خلال مشاركته في المنتدى أبرز التحديات الراهنة، وأهمية معالجتها عبر تعزيز التعاون الدولي، ودعم التكامل الاقتصادي، واستدامة الموارد، والاستفادة من الابتكار والحلول التقنية، إلى جانب ضرورة استكشاف الفرص التي تتيحها التقنية الناشئة، وتأثيرها على عملية صنع السياسات والقرارات في المجتمع الدولي. ويسلّط الوفد السعودي الضوء على التقدم الذي تم إنجازه في إطار رؤية المملكة 2030، ومسيرة التحول والتنمية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، والفرص الاستثمارية المتاحة في العديد من القطاعات، والتي تستهدف الوصول إلى اقتصاد مزدهر ومتنوع ومنفتح على فرص التعاون المشترك. وفي كل عام وعلى مدار خمسة أيام يحضر الاجتماع قرابة 2500 مشاركٍ يجمع ممثلين عن أكثر من 100 حكومة ومنظمة دولية كبرى، وما يفوق 1000 من أهم الشركات العالمية في القطاع الخاص، إضافة إلى العديد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ودور الفكر. وقد رأى المشاركون في أعمال الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي أن هنالك حاجة ماسة إلى استمرار عقد هذه الاجتماعات، وعليه تنعقد خلال العام عدة اجتماعات إقليمية وموضوعية في مختلف قارات العالم لمناقشة جميع التحديات والحلول المقترحة لها. وشهد عام 2021م إعلان تدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست» في مقرها بالرياض، ويعد المركز من ضمن برامج الدعم والتمكين الذي تحظى بها منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-. من جانبه، هنأ رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب، المملكة العربية السعودية على تدشينها لمركز الثورة الصناعية الرابعة؛ الذي يهدف لتسخير التقنيات الجديدة بأفضل مبادئ الحوكمة المرنة بالشراكة مع الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني لتصبح التقنية قوة من أجل ضمان استفادة المجتمع منها.