تشهد الساحة البصرية والتشكيلية في السعودية نشاطاً مميّزاً من حيث التركيز على الأعمال الفنية، أما المعارض التي تتخذ من حجم اللوحات كفكرة رئيسية تعتمد على الاقتناء، فقد قدمت في العديد من المدن السعودية كجدة، والدمام والأحساء والرياض وبعض المدن، حيث تشهد إقبالاً جداً ملفتاً من حيث العرض أو المشاركة التي يجدها الفنان فرصة لإثبات قدراته الفنية والجمالية التي يستطيع من خلالها استيعاب المساحة وتفعيلها بتقنيات ولمسات حرفيّة. ومن أمثلة المعارض المميزة هذه الفترة في مدينة الرياض معرض كوليكشن 2 في جاليري فيجن في مركز الموسى في العليا، التي تضمن بين طياته أكثر من 1200 عمل لأكثر من 240 فناناً وفنانةً محلياً وخليجياً وعربياً حيث تنوعت المشاركات من حيث الأسماء الرائدة في الفن وبعض الأسماء المتغيبة عن الحضور في المشهد الفني، فجميع هذه الأعمال وجدت فرصتها من حيث الاقتناء، بحيث يكون هدفها الرئيس تنشيط الحركة الفنية ومشاركة الفنانين وتنويع الحضور التشكيلي وفتح باب الإقبال على اقتناء الأعمال الفنية البصرية التي تعكس هوية وبيئة كل فنان، مما يشعر الفنان بالرضا بعد اقتناء عمله الفني، لكن الهدف هو إيصال الرسالة والتعبير، وعندما يتم الاقتناء يعني الرضا والإنجاز، والإنجاز الحقيقي يأتي من خلال تأثير الفن على الجمهور والمجتمع وترك بصمة إيجابية. فالتنوع الكبير في الأعمال وتفاصيلها هي من تستدرج الجمهور عبر مساحة بهذا العدد التي تساعد وعي وذوق المتلقي واندفاعه للاقتناء حيث السعر المادي مناسبة ومن حيث القيمة عميقة وهي النقطة التي يجب على منظمي المعارض الجماعية أن يركّزوا عليها عند التنظيم والعرض، فاللوحات الفنية ذات المقاييس الصغيرة ليست مجرّدة من عناصر الإبداع الفني لأنها ترتكز على الدّقة والحرفية والموضوعية والشمولية. وهذه الترتيبات الشاملة تضع العمل الفني أمام رؤى بصرية متماسكة وفي نفس الوقت مختصرة ومحدّدة قابلة لاحتواء المساحة وتركيز المحتوى وهي نقطة ابتكارية مميّزة يعتمدها الفنان وبالتالي فهي غير مكلّفة كمواد تقنية يشتغل عليها الفنان لتنفيذها وفي نفس الوقت لها وقعها الجمالي وإيقاعها الفني وبالتالي تكون ذات حضور لافت في العرض يساعد على تنمية الحراك التسويقي للأعمال المتوازي مع تنمية الذوق بتركيز القدرة على قراءتها واتباع أثرها الجمالي واقتنائها كقطعة فنية لها وزنها ما يشجّع على اقتناء أكثر من عمل أيضا لأكثر من فنان وأكثر من توجّه بصري.