يخوض المنتخب العراقي لكرة القدم غمار كأس آسيا في قطر التي تفتتح الجمعة، وسط صراع خفي يجتاح تشكيلة "أسود الرافدين" المختارة من قبل المدرب الإسباني خيسوس كاساس. ويُشكّل حملة الجنسيات المزدوجة نصف قوام التشكيلة، وهم يخوضون صراعاً لإثبات جدارتهم أمام المحليين الساعين لتأكيد أحقيتهم في تمثيل بلادهم. وضمّت قائمة كاساس 13 محترفاً في أوروبا وأربعة في أندية في المنطقة بينهم حارس مرمى، وتسعة لاعبين محليين. يقول كاساس الذي لا يريد أن يذهب بعيدا بالأسباب التي دعته إلى تكوين تشكيلته، إنه "مؤمن بعدم التفريق بين اللاعبين، جميعهم محترفون ولا أنظر إلى هذا أو ذاك، لكن تبقى طريقة العمل والأنظمة في الأندية الأوروبية، الأكثر قرباً للرؤية التي امتلكها". وأضاف المدرب المساعد لمنتخب إسبانيا سابقاً "لا أحبّ التفريق بين مفهوم اللاعبين في الخارج وفي الداخل، أبحث عن اللاعب المنضبط والمميّز الذي يقدم الإضافة". واستدعى كاساس (50 عاماً) الذي يمضي أكثر من عام في مهمته مع العراق، المدافعين ريبين سولاقا (برومابويكارنا السويدي)، حسين علي (هيرنفين الهولندي) وألان محي الدين (أوتسيكتين السويدي)، لاعبي الوسط يوسف الأمين (أينتراخت براونشفيغ الألماني) ودانيلو السعيد (ساندفيورد النروجي)، فضلا عن مدافع بورت التايلاندي فرانس بطرس، كما يعوّل على أحمد علي (روان الفرنسي)، أمير العماري (هالمشتاد السويدي)، زيدان إقبال (أوتريخت الهولندي)، منتظر ماجد (هاماربي السويدي)، أسامة الرشيد (فيزيلا البرتغالي)، ميرخاس دوسكي (سلوفاتسكو التشيكي) وعلي الحمادي (ويمبلدون الإنجليزي) في أوراقه الهجومية. وضمت تشكيلة العراق، المتوّج باللقب القاري عام 2007 خلال زمن الحرب والغزو الأميركي، أربعة محترفين آخرين: مدافعا مس رفسنجان الإيراني وأبها السعودي علي عدنان وسعد ناطق توالياً، ولاعب وسط قطر القطري بشار رسن وحارس نفط عبادان الإيراني فهد طالب. واكتفى باستدعاء تسعة لاعبين من الأندية المحلية المشاركة في الدوري، وهم أيمن حسين، إبراهيم بايش وعلي جاسم (القوة الجوية)، مهند علي وأحمد يحيى (الشرطة)، زيد تحسين (الطلبة) وأكاد هاشم (أربيل) الذي استدُعي بدلاً من المصاب أمجد عطوان، فضلا عن الحارسين جلال حسن وفهد طالب. ويرى المدرب ومحلل مباريات الدوري العراقي سعد حافظ أن "تراجع مستوى الدوري دفع بكاساس لاختيار قائمة جلها من أندية أوروبية، ولو كنت مدربا لفعلت الشيء ذاته، وهذا دليل قاطع على أن الدوري العراقي ضعيف وغير منتج". وأضاف "لو عدنا إلى قائمة بطولة كأس الخليج العام الماضي، لن نجد ثلاثة أرباع القائمة الحالية، لماذا؟ لأن اللاعب العراقي يمتلك ثقافة احترافية محدودة مقابل تراجع في المستوى". ورأى أن "مشكلتنا في العراق غياب أساسيات كرة القدم، لدينا مواهب لكن فرص التطوير غائبة". وتواجه الأندية العراقية، بما فيها الجماهيرية، ظروفاً شائكة لعدم امتلاكها ملاعب خاصة بها حيث تضطر لخوض مبارياتها بعيدة عن معاقلها في أيام معدودة، فضلاً عن أزماتها المالية لكونها تعتمد على تخصيصات مالية تقدمها المؤسسات التابعة. وبخصوص فرص المنتخب العراقي في كأس آسيا، قال كاساس: "لقب كأس آسيا ليس من أهدافنا، بل الظهور بشكل أفضل على طريق التأهل لكأس العالم 2026، لتمنحنا البطولة فرصة للتقدم، وهذا الهدف متفق عليه مع الاتحاد العراقي ورئيسه عدنان درجال". ووقع العراق في مجموعة رابعة تضم اليابان القوية وفيتنام وإندونيسيا، بينما يأمل في تجديد الفوز على إندونيسيا وفيتنام بعد أن تخطاهما في الجولتين الأولى والثانية من تصفيات مونديال 2026 (5 - 1 و1 - 0 توالياً) في نوفمبر الماضي. وشارك العراق تسع مرات في النهائيات، أبرزها في 2007 عندما أحرز لقبه الوحيد، فيما حلّ رابعاً في 1976 و2015، وبلغ دور ال16 في النسخة الأخيرة، علماً أنه تخطى دور المجموعات في آخر سبع مشاركات. ويُعدّ صانع ألعاب القوة الجوية إبراهيم بايش الورقة المؤثرة والفعالة بيد المدرب، لما يمتلكه من قدرات فنية ومهارات كبيرة، لقد وجد كاساس ضالته في هذا اللاعب منذ خليجي البصرة العام الماضي عندما ساهم بالحصول على لقب البطولة إلى جانب مهاجم ويمبلدون الإنجليزي علي الحمادي الذي لعب دورا كبيرا في إنقاذ العراق في مناسبات عدة. وقال الدولي السابق مدافع المنتخب العراقي في مونديال المكسيك 1986 كريم محمد علاوي: إن كاساس "يحاول (ومن حقه) اختزال فترات الإعداد والاستعانة بلاعبين يراهم أكثر جاهزية". وأضاف أن المستوى الذي سيظهر به المنتخب في قطر هو المعيار الحقيقي لعمل كاساس في الفترة الماضية، لأنه "مثلما هو مسؤول عن تشكيلة المنتخب هو مسؤول أيضا عن نتائجه ومستوياته ولا يمكن أن ينأى بنفسه عن ذلك".