كن متسامحاً متصالحاً مع نفسك ولا تحملها فوق طاقتها حتى تستطيع تحمل ضغوطات الحياة، واستمر في التعلم والقراءة والعمل بشكل جيد، أحسن الظن مع الله وثق أن الله لن يخيب لك ظنك. سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا ولا تبحث عن قيمتك في عيون الآخرين ولا تحاول العمل على إرضائهم، بل اعمل على إرضاء نفسك وتهذيبها وكافئها، وابتعد عن كل ما يحزن نفسك ويصيبها بالهم قدر الإمكان، كما يقول الفيلسوف الصيني لاوتسو: راقب أفكارك لأنها ستتحول إلى كلمات وراقب كلماتك لأنها ستتحول إلى أفعال وراقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات وراقب عاداتك لأنها ستشكل مصيرك. ستمر بك مواقف صادمة لك في حياتك العملية والشخصية لا تتوقف عندها فتعامل معها بسعادة عارمة وعالية جدا لأنها كشفت لك كثير من الأمور ومعادن البشر فلا تحزن ولا تستغرب ولا تهتم فهي إما علاقات ناجحة أو دروس مستفادة. واعلم أن انشغالك بالناس وتقييمهم لك هو إجهاد وعقاب ذاتي للنفس وتعب وإرهاق على صحتك العامة. راجع أولوياتك باستمرار ستجد أنك قاسٍ جدا في حق نفسك وصحتك، لا بد وأن يكون هناك مراجعة دورية لحياتك المزاجية، انفرد بنفسك وتأمل ستجد أن لديك من النعم والنجاحات الكثيرة التي أنت غافل عنها وهي كفيلة برسم السعادة على وجهك ونشر التفاؤل والطمأنينة والمصالحة الذاتية والفخر والافتخار والاعتزاز بقيمتك وستشعر أنك مقصر جدا في حق نفسك وصحتك، راجع أولوياتك الحياتية ستجد أنه سيكون هناك أعمال تصعد فالأولوية وأعمال تنزل أولويتها وأيضا فالمقابل أشخاص ترتفع أولويتهم في حياتك وأشخاص تنزل أولويتهم، فكن حذراً، أيضا هناك سلوكيات خاطئة تحتاج إلى إعادة تقييم وترتيب وانتقائية لتعيش بسلام وسعادة منها تجنب مشاهدة ومتابعة كل ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الصحة العامة، وكذلك المزاج (الصحة النفسية) من تعقب وتتبع الأخبار والأحداث السيئة، واحرص على انتقاء أصدقائك ومحيطك لأنه سيكون لهم دور في رسم الابتسامة وخلق جو من التفاؤل والإيجابية، وعليك ممارسة الرياضة بشكل مستمر فهي الطريق إلى السعادة المزاجية والصحة البدنية بعد ذكر الله. وتذكر أن انشغالك بالآخرين وسوء الظن دمار شامل ومباشر للصحة وضياع وهدر للوقت وزيادة في شحن العقل والجسم بالأمور السلبية وبما يكدر صفوها والتي تولد العداءة والبغضاء، ثم تذكر أن لنا الظاهر والله يتولى السرائر، لله الخفايا ولنا حسن الظنون.