وسائل التواصل الاجتماعي اليوم على اختلاف أشكالها وتعددها أصبحت المكان الأسرع نمواً لتداول للشائعات وتناقلها وانتشارها حتى تبلغ الآفاق، أنا لا أتحدث عمن يستخدمها في الخير ويحسن التعامل معها لكن تكمن الخطورة فيمن يسيء استخدمها إما طلباً وسعياً للشهرة والمال، وإما لإحداث الفتن وترويجها والبحث عن الأخطاء وتضخيمها. إنني أعجب وأشفق في نفس الوقت لبعض تلك العينات من البشر الذي ينشر الشائعات ويكذب وينشر ما لا يليق، بل ويتعمد السعي في تخريب وهدم وطنه ومجتمعه وقبل ذلك دينه وأخلاقه دون أن يلقي بالاً لكل كلمةٍ يقولها وينشرها، فكم من كذبة بسببه بلغت الآفاق، وكم من فتنة سعى لإذكائها وإحيائها هنا وهناك، وكم من عرضٍ لإنسان اغتابه ونشر مساوئه وخاض فيه بلا وعي بل هو خادم للأعداء أينما وجّهوه توجه وانساق، وإمّعة يدخل نفسه في مآزق ومتاهاتٍ لا هو أبقى شيء من دينه ودنياه غير مكترث بالعواقب. نحن الآن في وقتٍ الكثير منا إلا ما رحم ربي لم يعد يحسب للكلمة ألف حساب قبل أن تخرج منه، فرب كلمةٍ تبني، وكلمة تهدم، وأخرى تجمع وتلك تفرق بين الأحبة.. إلخ. يقول الله تعالى «وقل لعبادي يقولوا التي أحسن إن الشيطان ينزغُ بينهم.. الآية)، فخطر اللسان مستطير على الفرد والمجتمع، وما حصل من خصومات أو مشاكل بين الناس إلا بسبب إطلاق الألسن وعدم الإمساك بزمامها وعدم مراقبة اللفظات، وقديماً قالوا: الأواني الفارغة هي التي تحدث ضجيجاً، وقيل أيضاً من سمع الواشي أضاع الصديق. وتلك مصيبة أخرى في أن البعض يتفنن ويبدع ويخوض في كل وجه من وجوه معاني الفوضى والشتات والاضطراب وأصدق شاهد على ذلك ما قال أحد الكبار حين ركبته الديون فقال «عيّرت رجلاً بالدين فعاقبني الله تعالى بالدين بعد زمن طويل من عمري».. وقس على ذلك الكثير.