لا يختلف متابع على جودة بنزيما كما لا يختلف أحد على انهزاميته، فمنذ حضوره للاتحاد وهو يتفنن في الغياب وقت الحسم بإضاعة الانفرادات تارة والسقوط تارة أخرى ولعب ركلات الجزاء برعونة أضاعت على الفريق أهم لقاء في تاريخه، إذا تجاهلنا الركلة التي أهدرها في البطولة العربية وانفرادة الكلاسيكو التي تشبه انفرادات كمارا. الكارثة ليست هذه فحسب، بل في ارتدائه شارة القيادة التي انعكست على شخصية الفريق وانهزاميته فأصبح الفريق عاجزاً عن فرض أسلوبه والعودة لأي لقاء بعد التأخر وفي كثير من اللقطات كان حمدالله وحجازي يمارسون دور القيادة والنقاش مع الحكام والقائد الانهزامي لا يحرك ساكناً. فكرة وجود النجوم الكبار في الدوري فكرة ناجحة للكرة السعودية سواء على الجانب الفني أو الإعلامي أو الاحترافي، وتساعد للارتقاء باللعبة وتطوير شخصية اللاعب المحلي وإزالة رهبة المحافل الكبرى، وتساهم في انتشار دورينا حول العالم وتطوير رياضتنا التي تسير بخطوات متسارعة نحو الريادة. ولا يلام صندوق الاستثمارات الذي يجتهد لاستقطاب الأفضل على فشل بعض النجوم أو توقف الطموح لديهم، فهذا جزء من سوق كرة القدم ويصعب التحكم فيه، لكن فكرة وجود حصانة لهكذا لاعبين هي فكرة مزعجة وتقتل جهود الفريق وتسيء للدوري وتنفّر المدرب المحترف واللاعب المجتهد الذي يرى غيره يحظى بالحصانة والامتيازات بناءً على ما يملك من «فلورز» وما قدم قبل انضمامه لدورينا وليس على ما سيقدم من إضافة. هذه الحصانة لا تظهر إلا بوجود ضعف إداري ومدرب صوري عاجز عن حماية الفريق من عنجهية اللاعبين، فالجميع يتذكر تصريح العراب سانتو حين قال لسفير الهزيمة في اللقاء الآسيوي «أنت لاعب كبير لكنك لا تضغط مع زملائك اللاعبين». هذا التصريح كان واضحاً وجلياً في بقية اللقاءات التي تفنن فيها اللاعب بتكريس دوره كلاعب انهزامي فائدته الوحيدة في نشر صوره على بوسترات اللقاءات الكبرى كنجم شباك تلفزيوني. اللاعب العالمي إن لم يكن نجماً بالجودة الفنية نفسها التي استقطب قبلها فلا حاجة لنا بأن نضم سفيراً للهزيمة والتخاذل مع ضرورة دعمه والصبر عليه على حساب بطولات تاريخية تفقدها الأندية. لم يكن سفير الهزيمة سبباً رئيساً في خسائر الاتحاد ولا أسوأ من في المنظومة ولكنه كان اللاعب الذي صُرفت له شارة القيادة واستبعد المدرب من أجل عينيه وتم اختيار المدرب الجديد بتوصية منه، ومع ذلك كان سبباً في خسارة كل اللقاءات الحاسمة وتفنن في قتل الفريق نفسياً برعونته، وحفز الخصم الذي تشقق فرحاً بالفوز وكسر سلسلة إحباطات واجهته أمام العميد رغم تاريخه المئوي وأجياله الذهبية التي كان الانكسار حليفها في كل لقاء نلتقي فيه. سفير الهزيمة اليوم ليس لاعبا بقدر ما هو نموذج في ملاعبنا يجب أن يعاد النظر في طريقة تعاطيهم مع المنافسات واللقاءات، ويجب ألا تضطر الأندية للاستلام لسطوتهم والتقليل من قيمتها التاريخية لعيون هكذا سفراء انهزاميين. لا يستحق سفير الهزيمة شارة القيادة، كما لا يستحق أن يتم إبعاد المدربين من أجله، ولا يستحق أن يكون أساسياً إذا استمر ظهوره بهذا المستوى. كسبنا فلورز سفير الهزيمة، لكننا اليوم خسرنا الظهور في حدث تاريخي بشكل يليق بنا وخسرنا هيبة القيادة في الاتحاد وشخصية القائد في الملعب ولن ننتظر أن يطالب بالمغادرة بسبب سوء الدوري الذي عجز عن إثبات نفسه فيه. أعيدوا شارة القيادة لمن يستحق، وقيادة الهجوم لمن يجيد الفتك بالشباك، واتركوا لسفير الهزيمة محاسبة نفسه من الدكة وإثبات أحقيته بالخانة المنهكة.