زار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد في شرق البحر المتوسط أمس الأربعاء، وشكر طاقمها على دوره في المساعدة على منع نشوب صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط خلال حرب غزة. وأصبحت حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية، وهي بمثابة مدينة صغيرة عائمة بها أكثر من أربعة آلاف شخص وثمانية أسراب من الطائرات، رمزاً قوياً للتصميم الأميركي على دعم إسرائيل من خلال الدفع بها لتصبح أقرب إلى حليفتها بعد أن تعرضت لهجوم من حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وقال وزير الدفاع الأميركي إن الدول المشاركة في العملية تضم بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا. وستقوم المجموعة المعروفة في معظم وسائل الإعلام باسم "قوة العمل" بتسيير دوريات مشتركة في جنوبالبحر الأحمر وخليج عدن. وقال أوستن في بيان "هذا تحد دولي يتطلب عملاً جماعياً" معلناً عن إطلاق مبادرة "حارس الازدهار". ودعا أوستن الدول الأخرى إلى المساهمة وندد "بأفعال الحوثيين المتهورة" وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي إن الهجمات التي يشنها الحوثيون يتعين أن تتوقف مضيفاً أن الولاياتالمتحدة وشركاءها سيواصلون حماية السفن. ومنذ الشهر الماضي، أطلقت ميليشيات الحوثي طائرات مسيرة وصواريخ على السفن الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر. وقال كيربي في مؤتمر صحفي "الهجمات على السفن في البحر الأحمر يتعين أن تتوقف". وترسو سفن حاويات في البحر الأحمر وأوقفت أخرى أنظمة التتبع، فيما قامت شركات بتعديل المسارات وتغيير الأسعار في رد فعل على الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون على طريق التجارة الرئيسي في العالم بين الشرق والغرب. وأثارت الهجمات على السفن في طريق الشحن الرئيسي في البحر الأحمر شبح موجة تعطل جديدة للتجارة الدولية في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن وباء فيروس كورونا، ودفعت قوة دولية بقيادة الولاياتالمتحدة للقيام بدوريات في المياه بالقرب من اليمن. ويشكل طريق البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر قناة السويس أقصر الطرق الملاحية بين أوروبا وآسيا. ويمر حوالي 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة. وقالت شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك هاباج لويد و(إم.إس.سي) وميرسك وشركة النفط الكبرى بي.بي ومجموعة فرونت لاين لناقلات النفط، إنها ستتجنب طريق البحر الأحمر وتعيد تغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء في جنوب أفريقيا. لكن سفنا كثيرة لا تزال تبحر في الممر المائي. وأظهرت بيانات شركة إل.إس.إي.جي لتتبع حركة الملاحة أن العديد من السفن أصبح على متنها حراس مسلحون. وأظهرت بيانات (إل.إس.إي.جي) أن هناك ما لا يقل عن 11 سفينة حاويات، كانت قد عبرت قناة السويس وتقترب من اليمن على متنها سلع استهلاكية وحبوب في طريقها إلى دول مثل سنغافورة وماليزيا والإمارات، راسية الآن في البحر الأحمر بين السودان والسعودية. وأظهرت البيانات أن أربع سفن حاويات تابعة لشركة (إم.إس.سي) في البحر الأحمر أوقفت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها منذ 17 ديسمبر كانون الأول فيما يرجح أن يكون محاولة لتجنب اكتشافها. كما قامت ثلاث سفن للغاز الطبيعي المسال بتعديل مساراتها لتجنب المرور باليمن، وفقا لبيانات تتبع السفن من كيبلر وإل.إس.إي.جي أيكون. وقال إيوانيس باباديميتريو، كبير محللي الشحن في فورتيكسا، إن السفن تحاول إخفاء مواقعها من خلال تثبيت نفسها بمواقع أخرى، كإجراء احترازي للسلامة عند دخول الساحل اليمني. وقال مصدر في صناعة الشحن "ستقوم معظم السفن بإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها في مرحلة ما في تلك المياه".