مع صبيحة كل يوم، يبدأ الفلسطينيون في قطاع غزة بإحصاء من فقدوا، أصوات البكاء والنحيب تعم أرجاء المستشفيات، يعانق الآباء والأمهات أطفالهم المضرحين بدمائهم للمرة الأخيرة، وصلوات الجنائز تتوالى على أحبة رحلوا. أما ما بقي على قيد الحياة، فيلقي نظرة الوداع الأخيرة على أحبته، قبل أن يُهيل التراب على قلبه، ويدفنه معهم. 74 يومًا مليئًة بالفقد والرعب والجوع والعطش، لم تتوقف فيها آلة الموت الإسرائيلية عن خطف المزيد من أرواح الأطفال والنساء والمدنيين، حتى قارب أعداد الشهداء لنحو 20 ألفًا. 19667 شهيدًا و 52586 مصابًا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الليلة الماضية ، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 19667 شهيدا و 52586 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي. وأشارت، إلى أن 151 شهيدا و313 مصابا سقطوا نتيجة المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الساعات الماضية، وخصوصا في جباليا. ونفّذت طائرات الاحتلال الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، مجزرة في مدينة رفح جنوب القطاع، بعد استهداف منازل لعائلتي زعرب وعبد العال، ما أدى لاستشهاد أكثر من 25 مواطنًا. وأفادت مصادر محلية ، أن من بين شهداء المجزرة، الصحفي عادل أبو زعرب. وفي مخيم البريج، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لآل شاهين في محيط دوار العودة في مخيم البريج، وسط مناشدات بتوجه الاسعافات للمنزل المستهدف لوجود إصابات في المكان. وأضافت المصادر أن مواطنّين استشهدا وأصيب ثلاثة آخرون، جراء القصف في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وواصلت قوات الاحتلال القصف المدفعي وسط اشتباكات عنيفة في مناطق عدة بجباليا شمالي قطاع غزة. كما شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة في محيط الحي الإماراتي بخانيونس جنوب قطاع غزة، في حين واصلت مدفعية الاحتلال استهداف منازل المدنيين القريبة من أماكن تمركز الآليات العسكرية وسط خانيونس جنوبي قطاع غزة. منظمة حقوقية: 71 % يعانون من الجوع الحاد 71 % يعانون من الجوع الحاد كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف، أن أكثر من 71% من عينة دراسة أجراها في قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع، في ظل استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع سلاحًا لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين. وذكر المرصد الأورومتوسطي، في تقرير وصل «الرياض»، نسخة منه،الثلاثاء، أنه أجرى دراسة تحليلية شملت عينة مكونة من 1,200 شخص في غزة للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأظهرت نتائج الدراسة أن 98% من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64% منهم بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد الجوع. ورصدت الدراسة أن معدل الحصول على المياه، بما في ذلك مياه الشرب ومياه الاستحمام والتنظيف، يبلغ 1.5 لتر للشخص الواحد يوميًا في قطاع غزة، أي أقل بمقدار 15 لترًا من متطلبات المياه الأساسية لمستوى البقاء على قيد الحياة وفقا لمعايير (اسفير) الدولية. كما تناولت الدراسة تداعيات سوء التغذية وعدم توفر مياه صالحة للشرب، إذ قال 66% من عينة الدراسة، إنهم يعانون أو عانوا خلال الشهر الحالي من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدي. ونقل المرصد الأورومتوسطي شهادات لأطباء عن ارتفاع في معدل الوفيات بالسكتات القلبية والإغماء في مناطق مدينة غزة وشمالها، والتي تشهد تدهورًا أشد بالأزمة الإنسانية ومعدلات الجوع. ومنذ بدء هجومها العسكري غير المسبوق على غزة، فرضت إسرائيل إغلاقًا شاملًا على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع. قطع كافة الإمدادات الغذائية ولاحقًا، اتخذت حرب التجويع الإسرائيلية منحنيات في غاية الخطورة، بما في ذلك قطع كافة الإمدادات الغذائية وقصف وتدمير المخابز والمصانع والمتاجر الغذائية ومحطات وخزانات المياه. وأضاف المرصد الحقوقي: «عمدت إسرائيل إلى استهداف المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية من أجل الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها». فضلًا عن ذلك، طالت هجمات الاحتلال الإسرائيلي تدمير المنطقة الزراعية شرقي غزة ومخازن الدقيق وقوارب الصيادين، إلى جانب مراكز التموين للمنظمات الإغاثية، لا سيما وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أكبر مصدر للمساعدات الإنسانية في القطاع، وفقد المرصد.وأضاف: «على وقع الضغوط الدولية، قيدت إسرائيل إدخال إمدادات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، واقتصرت على معدل 100 شاحنة يوميًّا، وهي معدلات لا تقارن مع متوسط حمولة 500 شاحنة كانت تدخل لتلبية الاحتياجات الإنسانية إلى القطاع قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي». ورغم السماح بدخول الكمية المحدودة من المساعدات الغذائية، فإنه لم يتم تسليم أي واردات غذائية تجارية، ما يجعل سكان قطاع غزة في حاجة ماسة إلى الغذاء في ظل فرض نهج العقاب الجماعي عليهم. وأعاد الأورومتوسطي التذكير بأن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.مضيفًا: «باعتبارها القوة المحتلة في غزة، فإن إسرائيل ملزمة وفقًا للقانون الإنساني الدولي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم». تجويع المدنيين عمدًا يرتقي إلى جريمة حرب وأوضح، أن «نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية» ينص على أن تجويع المدنيين عمدًا «بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية» يرتقي إلى جريمة حرب. ودعا الأورومتوسطي إلى تحرك دولي حاسم لفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومنع تدهور الوضع لحياة المدنيين بشكل أكبر عبر إتاحة الوصول العادل وغير المقيد من المواد الأساسية والإغاثية إلى قطاع غزة بأكمله، وإتاحة الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان. جرائم التطهير العرقي أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة لليوم ال73 على التوالي، مخلّفاً المزيد من الدمار والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. وقالت في بيان صحفي إن إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- فرضت دوامة محكمة من الموت على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة على سمع وبصر المجتمع الدولي والدول، التي تدعي الحرص على الإنسانية ومبادئها وقيمها الملزمة. ودانت انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستعمرين في الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، التي كان آخرها الاقتحام الدموي لمخيم الفارعة، الذي أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، واستباحة جميع المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية بما يرافقها من ترويع وترهيب للمدنيين الفلسطينيبن بمن فيهم النساء والأطفال والمرضى وكبار السن. وتابعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيانها: يكاد لا يمر يوم واحد دون أن يكشف الاحتلال عن حقيقته الإجرامية، فمن القتل الجماعي بالقصف إلى جريمة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط الحقوق المدنية الإنسانية بما في ذلك عرقلة دخول المساعدات والاحتياجات الأساسية إلى القطاع، إلى ما ورد في الإعلام العبري بشأن استشهاد عدد من أسرى قطاع غزة المعتقلين قرب بئر السبع، إلى جرائم التطهير العرقي بأشكالها المختلفة والتهجير القسري والعقوبات الجماعية، وجرائم القتل خارج القانون، بشكل علني وموثّق لا يحتاج إلى الكثير من التحقيق، بل يتطلب من جميع الجهات القانونية الدولية خصوصاً المحاكم الدولية المتخصصة إصدار مذكرات جلب واعتقال بحق المسؤوليين عن تلك الجرائم ومرتكبيها، وكذلك على الدول التي توفر الحماية لإسرائيل -القائمة بالاحتلال- وتدعمها بحجة الدفاع عن النفس، أن تراجع موقفها من منظور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها تحت هذا اللواء. معارك عنيفة بالأسلحة النارية وتكدس عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في رفح على حدود غزة مع مصر هربا من القصف الإسرائيلي في الشمال، على الرغم من المخاوف من أنهم لن يكونوا آمنين هناك أيضا. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء أفاد سكان في خان يونس، وهي مدينة تقع أيضا في جنوب قطاع غزة، بوقوع معارك عنيفة بالأسلحة النارية بين فصائل فلسطينية وقوات الإسرائيلية. وقال سكان إن الدبابات والطائرات الإسرائيلية قصفت مناطق قريبة من وسط المدينة. وذكر مسؤول بمنظمة الصحة العالمية أمس إن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة الذي داهمته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي لم يعد يعمل وتم إجلاء المرضى بما في ذلك الأطفال الرضع. وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة «لا يمكننا تحمل خسارة أي مستشفيات». وأضاف أن حوالي 4000 نازح لجأوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس معرضون للخطر بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية هناك. واشنطن تدعم إسرائيل بالأسلحة والذخائر أكّدت الولاياتالمتحدة أنّها «ستواصل تزويد» إسرائيل بالأسلحة والذخائر في حربها ضدّ حركة حماس في غزة، داعية في الوقت نفسه إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع حيث أوقعت الضربات الإسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة عشرات القتلى الفلسطينيين. وخلال زيارة إلى إسرائيل، أكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد لقائه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في تل أبيب، أنّ واشنطن «ستواصل تزويد» إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاج إليها في حرب غزة ، «بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي».وأوضح أنّه لا يريد «فرض جدول زمني» على إسرائيل في حربها ضدّ حماس. ومؤخراً، بدأت واشنطن تطلق مؤشرات تدلّ على نفاد صبرها إزاء حليفتها إسرائيل، في سياق من التنديد الدولي المتزايد بالخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في قطاع غزة. وفي حين ما زالت تدخل بكميات ضئيلة جدا المساعدات الدولية التي يخضع إيصالها إلى القطاع لموافقة إسرائيل، شدّد وزير الدفاع الأميركي على أهمية إيصال «مزيد من المساعدات الإنسانية لنحو مليوني نازح في غزة». والإثنين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية دخول شاحنات محمّلة بضائع تجارية إلى غزة، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب. مفاوضات حول الرهائن وبعد عشرة أيام على استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى «وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في غزة، كان يفترض أن تجتمع الهيئة للتصويت على نص يدعو إلى «وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة».وأرجئ تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة والذي كان مقررا الإثنين، إلى الثلاثاء لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص المقترح، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. وأفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» وليام بيرنز أجرى في وارسو محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس وزراء قطر التي تقيم علاقات جيّدة مع حماس.وأعلنت قطر التي ساهمت في التوصل إلى هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي أفرج خلالها عن 80 رهينة كانت محتجزة في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أن «جهودها الدبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية». 74 يومًا من العدوان.. سقوط نحو 20 ألف شهيد منظمات غير حكومية تطالب ب»وقف فوري لإطلاق النار» دعت عشر منظمات غير حكومية دولية إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في غزة بسبب «الكارثة الإنسانية غير المسبوقة» في هذا القطاع . وأكدت منظمات أوكسفام وأطباء بلا حدود وأطباء العالم والمنظمة الدولية للمعوقين والعمل ضد الجوع والطوارئ الدولية ومنظمة الإغاثة الإسلامية في فرنسا والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية واللجنة الكاثوليكية لمكافحة الجوع والتنمية ان «دعوتنا جماعية وعالمية لوقف اطلاق النار الآن». وأضافت «منذ الهجمات المأسوية التي وقعت في 7 تشرين الأول/اكتوبر في إسرائيل نشهد حربا شاملة» في غزة حيث أصبح حجم «الكارثة الإنسانية غير مسبوق». وقال جويل فايلر المدير العام لمنظمة أطباء العالم إن الوضع الحالي «أسوأ» مما كان عليه في جميع النزاعات الأخيرة. وأكد أن «غزة كانت أصلا سجنا كبيرا. وقسم السجن إلى ثماني مناطق مكتظة بالسكان تتعرض للقصف». وتابع «جميع فرقنا تعاني من الصدمة ولا تعرف أين تأكل أو تنام» مثل سائر سكان غزة. صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب دوت صفارات الإنذار في تل أبيب أمس، وقالت حركة حماس إنها أطلقت وابلا من الصواريخ على المدينة. ولم ترد أنباء على الفور عن سقوط مصابين أو وقوع أضرار في عملية الإطلاق التي تظهر على ما يبدو أن حماس تحتفظ بقدرات صاروخية بعيدة المدى حتى مع مواصلة إسرائيل حربها على غزة التي دخلت أسبوعها الحادي عشر.