* ما الرسالة التي يضطلع بها الحي الثقافي كتارا؟ * للإجابة عن هذا السؤال أحتاج في البداية إلى أن أعرِّج على الفكرة التي انطلق منها الحي الثقافي عندما أُنشأ عام 2010. حيث انطلقت فكرة إنشائه من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض وغيرها.. ويكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكّن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطّي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعما لوحدة الإنسانية. الفكرة التي انطلقت منها كتارا هي أن تكون قطر منارةً ثقافيةً عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح والآداب والفنون والموسيقى كما يُعدُّ الحي الثقافي كتارا أحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، حيث إنَّه مكان يزوره الجمهور من مختلف الفئات العمرية والجنسيات للاستمتاع والتعرف على ثقافات العالم، وذلك عبر مسارحه الرائعة وقاعات الاحتفالات الموسيقية، وقاعات العرض ومرافق أخرى متطوّرة ومنفتحة على مختلف الأنشطة الفنية والإبداعية. وبالتالي لئن كانت كتارا تهدف إلى الريادة في مجال النشاطات الثقافية المتعددة، والتي تأتي ضمن الأهداف التي تمّ التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030. فإنها تهدف إلى أن تكون مشروعا ثقافيا وحضاريا مميزا واستثنائيا مليئا بالتفاعلات الإنسانية القائمة على فكرة أن تكون الثقافة ملتقى لجميع الشعوب من خلال تعزيز سبل الحوار والتواصل والتبادل بين جميع الثقافات، وهذه هي الرسالة التي يسعى الحي الثقافي كتارا إلى تبليغها عبر كل الأنشطة والفعاليات والمهرجانات والجوائز والمعارض والمبادرات التي يعمل عليها. ولمن يود التعرف على ما تقدمه كتارا سيجد أنَّ برنامجها متنوع ومتناسق في ذات الوقت، فهو يتجه للفرد والمجتمع، ومثلما يعمل على تعزيز قيم الهوية الوطنية وإحياء إرثنا العريق بكل أنواعه. فإنّنا نعمل من جهة على التواصل مع الآخر ليتعرف علينا وينفتح على تراثنا وثقافتنا، ومن جهة أخرى لنتعرف نحن بدورنا على ثقافات الآخر المتنوعة، لأنّ هدفنا هو مدّ جسور التواصل بين الثقافات والشعوب. وذلك لإيماننا بأنَّ الثقافة هي خط الدفاع الأول عن قيمنا الإنسانية المشتركة. لذلك تجدنا نعمل على مختلف الأصعدة الإنسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية أيضا من أجل ضمان نجاح رسالتنا وفق الرؤية التي وضعت لكتارا منذ إنشائها. * تحرص كتارا على إيجاد شراكات مع العديد من الجهات العالمية، حدثنا عن ذلك؟ * بالطبع نحن نحرص على الانفتاح على مختلف الجهات والمؤسسات الدولية التي نشترك معها في الأهداف والرسالة والرؤى، كما نعمل على توسيع شراكاتنا العالمية لأنَّنا على قناعة بأنّ هذه الشراكات واتفاقيات التعاون ستسهم في إثراء التنوع الثقافي وتعزيز دور الثقافة في التواصل بين الحضارات وتحقيق التفاهم والحوار بين الشعوب والمجتمعات، وبالتالي سيساهم ذلك في تعزيز حضور كتارا ليس فقط إقليميا وإنّما أيضا عالميا. وقد وقَّعنا على مدار السنوات الماضية العديد من اتفاقيات الشراكة في مجالات مختلفة ومتنوعة كان لها الأثر الكبير على ما تقدمه كتارا من فعاليات وأنشطة متنوعة سواء داخل قطر أو خارجها. ومؤخرا نظمنا بطولة العالم للخيل كنتيجة لشراكة استراتيجية بين المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا والمركز الوطني للمعارض والمسابقات الزراعية في فرنسا"سينيكا"، كما لدينا تعاون وثيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو فيما يخص جائزة كتارا للرواية العربية والتي حققت نجاحا كبيرا منذ انطلاقتها في عام 2014، خاصة في ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيا وعالميا، وكان ذلك بإشراف مباشر من الألكسو التي لم تدخر جهدا في رعاية الجائزة في كل دوراتها المتعاقبة. وبناء على تعاوننا أيضا مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، كنا قد نظمنا مؤتمرا دولياً عام 2016 تحت عنوان "تشجيع الحوار والتنوع من خلال الصناعات الثقافية". بالاضافة إلى تنظيم مهرجان التنوع الثقافي الذي كان قد انطلق في يناير عام 2016 واستمر ل2019 وكان قد اهتم بالفنون التقليدية والموسيقى الفلكلورية للشعوب وبلغ في 2019 نسخته الرابعة، وشهد نجاحا كبيراً وحضوراً واسعاً من قبل الزائرين لمتابعة عروضه الفنية من أكثر من 20 دولة حول العالم. وعلى سبيل الذكر لا الحصر أيضا، أذكر مجموعة الشراكات الاستراتيجية التي تمَّ توقيعها مع الدول الأعضاء لشبكة الدبلوماسية العامة من خلال مركز كتارا للدبلوماسية العامة والتي هدفت إلى خلق فرص للتنمية والتطوير بما يتناسب مع متطلبات العصر. ومن اتفاقيات التعاون مع المؤسسات الفنية العالمية نذكر تعاوننا مع مؤسسة فيرونا بير لارينا الإيطالية، حيث نظمنا في مناسبتين حفل توزيع جوائز الأوسكار للأوبرا والغناء الكلاسيكي أوسكار ديلا ليريكا. * خلال السنوات الماضية تحققت الكثير من الإنجازات ما أبرز الإنجازات التي تحققت في مشروع كتارا حتى الآن وما أهم الأهداف المستقبلية؟ وما مستوى رضاكم عما تحقق؟ * كتارا في تطور دائم وملحوظ على الأصعدة كافة سواء على صعيد الفعاليات والمهرجانات أم على صعيد المشاريع الاستثمارية التي تشهد توسعاً باستمرار، ونحن نواكب ما يطرح على الصعيد الثقافي العالمي وننفتح على جميع الجهات، ونتطلع دائما إلى كل ما من شأنه أن يحقق رسالة كتارا وأهدافها في مدّ جسور التواصل بين الشعوب والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات وتحويل الحي الثقافي إلى وجهة سياحية وثقافية مميزة، فعلى صعيد الإنجازات الثقافية، صنَّفت كتارا في نوفمبر الماضي مدينة للرواية العربية، حيث جاء ذلك الإعلان في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للرواية الذي اعتمدته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ليكون خلال الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر من كل عام، بناء على الطلب الذي تقدمت به المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في عام 2016، وحظي بدعم وزراء الثقافة العرب. كما نظمنا بطولة العالم للخيل وسننظمها مرة أخرى في قطر 2025 أيضا، مع العلم أنَّ هذه البطولة العالمية المعروفة لأول مرة تنظم خارج فرنسا منذ 42 عاما. وعلى هامش بطولة العالم للخيل، تم الإعلان عن بطولة عالمية جديدة (GCAT) والتي تعد ستفتح آفاقا جديدة ومميزة لعصر جديد ضمن فعاليات الخيل العربية الأصيلة في منافسات جمال الخيل. والتي ستستضيفها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بالشراكة مع شركة جلوبال تشامبيونز لعامي 2023 و2024. أما بالنسبة للرضا، فالحمد لله نحن نشعر بالرضا عما تمّ تحقيقه من إنجازات ونجاحات ونطمح لتحقيق الأفضل بلا شك. * شهدت كتارا مشاريع متنوعة ومتميزة وفريدة من نوعها ما أهم الأهداف الثقافية والاقتصادية للحي الثقافي كتارا؟ * تعد كتارا الوجهة السياحية الأبرز في قطر، حيث تجتمع فيها جميع مقومات السياحة والترفيه، بدءًا من موقعها المتميز والتصميم المعماري الفريد لكل مبانيها ومرافقها وانتهاءً بما تقدمه من أنشطة وفعاليات تجعلها محط الأنظار، حيث تضم كتارا ضمن مرافقها تحفا معمارية مثل المسرح المكشوف وهو من المسارح القليلة في العالم المطلة على البحر والتي صُممت على الطراز الروماني، وجامع كتارا والمسجد الذهبي بالإضافة إلى دار الأوبرا ومسرح الدراما التي تستضيف مجموعة كبيرة من المسرحيات والعروض الفنية لفرق وعازفين عالميين، كما يوجد في كتارا أجمل شواطئ قطر بمساحة كبيرة تشمل الألعاب الرياضية المتنوعة بالإضافة إلى منطقة ألعاب مخصصة للأطفال، والمساحات الخضراء في تلال كتارا التي خُصصت لعشاق الطبيعة والمشي، علاوة على أن كتارا تضم مجموعة كبيرة من المطاعم التي تم اختيارها بعناية لتكون جزءا من رسالة كتارا في مدّ جسور التواصل بين الشعوب، حيث تعد الأطعمة جزءا مهما من ثقافة أي شعب. بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية و الاستثمارية بالنسبة للحي الثقافي. كما شهد مشروع كتارا توسعا على عدة مراحل وذلك حسب الخطط الاستراتيجية المتبعة، ومن هذه المشاريع نذكر مشروع "كتارا هيلز" والذي يتكامل مع بقية مشاريع كتارا الثقافية والسياحية المستدامة، كما نذكر مول الأطفال "أولي أولي"الذي تم تصميمه على شكل هدية، وهو عبارة عن مجمع ترفيهي وتثقيفي وتجاري خاص بالأطفال. والحقيقة أنّ كتارا نجحت من خلال تعاونها مع القطاع الخاص في تشجيع وتطوير الاستثمار في مجال السياحة، وذلك من خلال إقامتها لمشاريع سياحية فخمة وحديثة ومتميزة، تعزز المكانة المرموقة لكتارا كوجهة عالمية تجمع بين الثقافة والسياحة والترفيه، ومن هذه المشاريع المميزة نذكر فندق ذا تشيدي كتارا كأحد أبرز الإنجازات التي تُضاف إلى سجل نجاح كتارا. والذي جاء نتيجة الشراكة والتعاون بين كتارا وشركة A Triple وفق نظام الB.O.T، والذي يعتبر من الأنظمة الحديثة التي اعتمدتها دولة قطر في إشراك القطاع الخاص في مثل هذه المشاريع، لما تتميز به هذه النوعية من الأنظمة فيتوفير الوقت والكلفة. كما يوجد في كتارا مجمع 21 هاي ستريت، وهو مجمع تجاري يضم ماركات عالمية على أعلى مستويات الرفاهية والرقي، بالاضافة إلى احتوائه على شقق فندقية فاخرة. وبهذه المشاريع المتنوعة نكون قد حققنا أهدافا تجمع بين الثقافة والاستثمار، ولكنها تشترك توجهها ليكون الحي الثقافي كتارا وجهة ثقافية وسياحية مميزة ليس فقط في قطر بل أيضا في المنطقة والعالم. * ساهمت كتارا خلال السنوات الماضية بالنهوض بالحركة الثقافية وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية وتطوير المناخ الثقافي والأدبي، كيف يرى سعادتكم ما تمّ وما الطموحات؟ * نحن سعداء بما تمَّ تحقيقه على مختلف الأصعدة، وتقييم ما تمّ إنجازه يجعلنا نتطلع لتحقيق المزيد لأنّ جميع ما يتم العمل عليه يخضع للدراسة والتقييم، وعلى ضوء ذلك تُوضع الخطط والاستراتيجيات للمرحلة القادمة. فيما يخص تطوير المناخ الثقافي والأدبي لا يمكن لأي أحد أن لا يذكر جوائز كتارا المتنوعة في هذا المجال. وأبرزها جائزة كتارا للرواية العربية، حيث بلغ عدد المشاركات في دورتها التاسعة للعام 2023، قرابة 1491 مشاركة، فيما بلغ عدد الروايات غير المنشورة المشاركة نحو 833 رواية، وبلغت عدد الروايات المنشورة 393 رواية، نُشرت في عام 2022، و191 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، و68 مشاركة في فئة الدراسات غير المنشورة، إضافة إلى 6 روايات قطرية منشورة في الفئة الخامسة للجائزة. وهذه الأرقام تؤكد تطور عدد المشاركات عبر مختلف النسخ. ونحن نعتبر جائزة كتارا للرواية العربية هديتنا للعالم العربي، الذي هو بحاجة ماسة للتعريف بآدابه وثقافته للعالم الخارجي، وذلك عبر ترجمة الروايات الفائزة في كلّ دورة للإنجليزية والفرنسية، دعما للتقارب والحوار بين الحضارات والثقافات. وكما تعرفون لقد تحولت الجائزة إلى مشروع ثقافي متكامل، تضمَّن الدراما والمسرح ومزج الفنون بالرواية من خلال جائزة"الرواية والفن التشكيلي" إلى جانب إطلاق مجلة كتارا الدولية للرواية "سرديات"، والتي تعد من المجلات الرائدة في حقل نقد الرواية العربية، وإطلاق تطبيق "مشوار ورواية" ويتمثل في تحويل الروايات الفائزة إلى روايات مسموعة، هذا إلى جانب تأسيس مكتبة كتارا للرواية العربية، والتي تضم أكثر من 10 آلاف رواية ودراسة في نقد الرواية العربية، فضلا عن إقامة دورات وورش على مدار العام لتعليم فنون كتابة الرواية، لمختلف الفئات العمرية. أما فيما يخص جائزة كتارا لشاعر الرسول فهي تعتبر أول نشاط ثقافي ديني يُنظم على مستوى الوطن العربي، ويضم فئتين في الشعر وهما الفصيح والنبطي، وتعتبر الجائزة الأكبر من حيث المشاركات ومن حيث قيمتها المادية حيث يصل إجمالي الجوائز إلى 4 ملايين و200 ألف ريال قطري وهي الأكبر على الإطلاق. وما زلنا نتطلع إلى إنجاز المزيد من المبادرات والأفكار والفعاليات التي من شأنها أن تحقق الفائدة سواء للمبدعين أو للجمهور وتعمل دون شكٍّ على إثراء المشهد الثقافي والأدبي والفني واكتشافات الطاقات الإبداعية في مختلف المجالات في مختلف أنحاء العالم العربي. * تعمل كتارا عبر مسارين ثقافي وربحي كيف يتم الموازنه بينهما؟ * بالفعل تعمل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا انطلاقا من استراتيجيتها على تطوير أدائها على جميع الأصعدة للارتقاء بما تقدمه من أنشطة وفعاليات ومحتوى ثقافي بمواصفات عالمية وعالية قادرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية. ونحن نحرص على أن نوازن بين ما هو ثقافي وما هو ربحي وهذا ما يزيد حرصنا على أن يكون كل ما نقدمه أو نستضيف من فعاليات ومهرجانات على مستوى عالٍ من الجودة، وفي الوقت نفسه نعمل على أن نحقق الفائدة من استثمارنا لمرافق الحي الثقافي ومبانيه ومساحاته بما يحقق عائدات ربحية من شأنها أن تزيد في دعم أنشطة وفعاليات المؤسسة. ولا نغفل أنَّ كتارا تقدم من خلال هذه المشاريع الجديدة والفريدة، نموذجاً فريداً وغير مسبوق في المشاريع الثقافية القائمة على الاستثمار، فهذه المشاريع توفر للزوار جميع وسائل السياحة والترفيه والتسوق والترويح والاستجمام، كما تعزز من مكانة كتارا الثقافية، إذ أن الحي الثقافي بات يشكل ملتقى لجميع الثقافات في العالم، عبر استضافته لمختلف الفعاليات المحلية والعربية والعالمية، ويستقطب من خلالها ملايين الزوار من داخل قطر وخارجها. * كيف ترون تنامي أعداد الزوار وما أكثر الجنسيات التي تحرص على زيارة كتارا؟ * يكفي الزائر أن يلاحظ للوهلة الأولى عند زيارته للحي الثقافي كتارا، تنوع الجمهور الموجود سواء من المواطنين أو المقيمين أو السياح من مختلف الجنسيات. وقد حقق الحي الثقافي كتارا أعدادا قياسية في كبرى الفعاليات التي عملنا عليها ومنها فعاليات كتارا المصاحبة لكأس العالم 2022، حيث زار الحي الثقافي كتارا خلال تلك الفترة 7 ملايين زائر من مختلف الجنسيات، هذا بالاضافة إلى أننا نلاحظ أن الجمهور يتنوع بتنوع الفعاليات والأنشطة المقدَّمة. إننا في الحي الثقافي كتارا ننظر إلى المشتركات الإنسانية بيننا ولا نعمل على تقسيم زوارنا وفق جنسياتهم أو انتماءاتهم، فكل من يزور كتارا جنسيته ثقافة بالنسبة لنا ونتعامل معه انطلاقا من هذا الأساس. ولا يفوتكم أنَّ التنوع الثقافي الذي تقدمه كتارا ضمن مهرجاناتها وفعالياتها وأنشطتها يجذب إليه جمهورا غفيرا من مختلف الجنسيات والفئات والأعمار، فعلى سبيل المثال في المهرجانات التراثية تجد أعدادا كبيرة جدا من الزوار الأجانب الذين يودون التعرف على تراثنا وماضينا العريق، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه ضمن رسالتنا التي نحرص من خلالها على مدّ جسور التواصل بين الشعوب والانفتاح على مختلف الثقافات. * تعتبر كتارا الآن منظومة كاملة تجمع بين الترفيه والتسوق والثقافة وغيرها من الفعاليات، كيف نجحت كتارا في تنظيم كل هذه الفعاليات وبجودة عالية رغم كثرتها؟ * بالفعل تعمل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا انطلاقا من استراتيجيتها على تطوير أدائها على جميع الأصعدة للارتقاء بما تقدمه من أنشطة وفعاليات ومحتوى متنوع يجمع بين الثقافة والترفيه والتسوق. وذلك وفق مواصفات عالمية عالية تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي حددتها وفق خطط محدّدة. وبتنوع مرافق الحي الثقافي كتارا والذي يمتد على قرابة مليون متر مربع تنوعت الأنشطة لتجذب إليها الجمهور، فنجد المولات الفاخرة والفنادق والمطاعم كما نجد المعارض والمسارح وقاعات العرض وغيرها. ومنذ أن فتح الحي الثقافي كتارا أبوابه عام 2010 وهو يسير بخطوات جادة محقِّقا الأهداف التي أُنشأ من أجلها والمتمثلة في التقريب بين الثقافات والشعوب والانفتاح على مختلف أنواع الفنون والإبداع، و بتحقيق التوازن بين ما هو اقتصادي وما هو ثقافي. والحقيقة أنَّنا لم ندخر جهدا في سبيل تحقيق هذه الأهداف سواء باستقطاب أبرز التجارب الإبداعية في مختلف المجالات ليتعرف عليها جمهور كتارا المتنوع، أو بالعمل على أبرز المشاريع الاستثمارية في مجال السياحة والتسوق، وهذا ما يجعل زيارة الحي الثقافي كتارا تجربة استثنائية مميزة ومبهرة. * ما الكلمة التي توجهها لمن لم يسبق له زيارة كتارا؟ * بالطبع نقول للجميع أهلا وسهلا بكم، نُسعد بزيارتكم لنمدَّ معا جسور التواصل والحوار، ونعدكم بأنَّ زيارتكم للحيِّ الثقافي كتارا ستظل عالقة في ذاكرتكم، ستكون تجربة سياحية وثقافية مُبهرة. الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي متحدثا لزميل سالم السبيعي