يتربع قطاع التعليم على رأس هرم القطاعات ذات الأولوية التي حظيت وتحظى باهتمام كبير وعناية مستمرة من الدولة منذ تأسيسها. ولأهمية الطفولة المبكرة بدأ الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال منذ عام 1381ه حيث تم افتتاح 13 روضة أهلية خلال السنوات الأربع الأولى. وفي عام 1386ه افتتحت وزارة المعارف أول روضة حكومية. ومنذ ذلك التاريخ بدأ التركيز والاهتمام يتنامى بافتتاح عدد من روضات الأطفال في مختلف مناطق المملكة. وفي العهد الزاهر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حظيت مرحلة الطفولة المبكرة باهتمام كبير لتكون من أهم المبادرات التي تبنتها وزارة التعليم ضمن مبادرات التعليم في الرؤية السعودية 2030 حيث بدأت وزارة التعليم في العام الدراسي 1441ه إسناد تدريس الصفوف الأولية بنين إلى معلمات متخصصات ضمن مشروع وطني يهدف لتحسين جودة التعليم وبناء جيل يواكب رؤية السعودية 2030، وتشمل مدارس الطفولة المبكرة: رياض الأطفال المستوى الثاني والثالث، والصفوف الأولية: الأول والثاني والثالث، بنين وبنات، وبلغ عدد المدارس المنفذة للمشروع في عامه الأول 1460 مدرسة في مناطق المملكة تضم 6796 فصلا دراسيا، ويستفيد منها 13٪ من طلاب الطفولة المبكرة، حيث جرى تأهيل المدارس الحكومية القائمة وتطويرها، وتجهيز فصول ودورات مياه مستقلة لكل من الجنسين في مدارس البنات. المبادرات: أقرت وزارة التعليم العديد من المبادرات لتطوير رياض الأطفال، والتوسع بخدماتها لتشمل جميع مناطق المملكة، لتحقيق الهدف الإستراتيجي «ضمان التعليم الجيد المنصف، والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع» من خلال المؤشر «نسب القيد الإجمالية في رياض الأطفال» التي من أهم أهدافها رفع نسبة التحاق الأطفال في رياض الأطفال من 17 % إلى 90 % في عام 2030. مبادرة الطفولة المبكرة «المكاسب السريعة» التي تستفيد من الموارد المادية، والبشرية، والمالية في تحقيق رفع نسبة الالتحاق بالصفوف الأولية من خلال إسناد تدريس البنين والبنات لمعلمات مع بداية العام الدراسي 1441 ه. المشاريع وكذلك تم اعتماد عدد من المشاريع منها : تأسيس قناة تلفزيونية تختص بفئة الأطفال لدعم توجهات وزارة التعليم. ومراجعة وتطوير اللوائح، والأنظمة الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة. وتعزيز ورفع مهارات التربويات في الطفولة المبكرة. وافتتاح وبناء مجموعة من المدارس (رياض أطفال – طفولة مبكرة). وإعداد دراسات تدعم مبادرات ومشاريع الإدارة العامة للطفولة المبكرة. وتجويد بيئات التعلم في رياض الأطفال باستخدام «مقياس الإيكرز» أو بما يعرف ب»مقياس أثر البيئة في الطفولة المبكرة على الطفل»، وفق منهجية علمية وباستخدام أداة علمية مقننة. المستهدفات ونتيجة للاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه المرحلة استطاعت وزارة التعليم من تحقيق العديد من الإنجازات وتجاوز عددا من المستهدفات في هذه المرحلة حيث بلغت نسبة الالتحاق برياض الأطفال 33 % لتتجاوز المستهدف 32 % وبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين في الطفولة المبكرة 400 ألف طالب وطالبة يدرسون في خمسة آلاف مدرسة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. كما تجاوزت نسب إسناد تعليم الأطفال في الصفوف الأولية ( الأول - الثاني - الثالث ) إلى المعلمات أكثر من 37 % . كما سمحت وزارة التعليم بإسناد تدريس الطلاب بالصف الرابع الابتدائي في المدارس الأهلية والعالمية للمعلمات. وسعيا لمواصلة الإنجازات المحققة وضعت وزارة التعليم هدفا لمؤشر الالتحاق برياض الأطفال عند 36 % بنهاية العام 2024م. من جهتها أكدت استشاري طبيب الأسرة الدكتورة لمياء البراهيم ل»الرياض» على أهمية دعم مرحلة رياض الطفولة مشيرة إلى أن الطفولة المبكرة فترة مهمة ورئيسة في مراحل النمو وتمتد حتى بعد دخول الطفل للمدرسة عبر السنوات الثمان من عمره، وتتسم بتطور استثنائي للعقل، وتنطوي على تفاعلات معقدة بين المواهب البيلوجية والجينية التي تتشكل بشكل كبير من خلال التجارب والبيئة ، كما تشكل هذه المهارات الطرق التي يتعلم بها الطفل ويتفاعل مع العالم المادي ومع الأشخاص الآخرين ويرسي أساساً لعافية الأطفال في المستقبل وتعلمهم ومشاركاتهم على مدار حياتهم. وأضافت د. لمياء ويتجلى اهتمام المملكة بالطفولة المبكرة كان من خلال تأمين الرعاية الطبية للطفل وهو جنين في رحم والدته وحتى الولادة ومابعد الولادة من متابعة صحية والنمو والحماية بقوانين في المنظومة العدلية التي أكدت على مصلحة الطفل. ومن حيث التعليم فيبدأ ذلك من رياض الأطفال مع تعليم الطفل من خلال معلمات مؤهلات بهذا التخصص، وكذلك تعليم الأطفال في المرحلة الدنيا من قبل معلمات لما يعرف بالمرأة من انتباه للتفاصيل وقوة بالتأسيس وحنان الأم على الطفل سعيا لطفولة مبكرة آمنة وصحية. الدكتورة لمياء البراهيم