دخلت المملكة مرحلة جديدة ومختلفة في استضافة الأحداث الرياضية، من خلال احتضان عروس البحر الأحمرجدة لكأس العالم للأندية، وهي المرة الأولى التي تقام في السعودية، إذ كانت هذه الاستضافة هدفًا للمسؤولين عن رياضتنا منذ فترة طويلة، وأشبه بالحلم بالنسبة للجماهير التي كانت في وقت سابق تتنقل بين القارات من أجل مشاهدة فرقها المفضلة عالميًا وتنفق أموالًا كبيرة بهدف السفر ومؤازرة نجومها ومتابعتهم عن قُرب. وتعد هذه الخطوة امتدادًا لما شهدته المملكة في الأعوام الماضية من نجاحات كبيرة في تنظيم البطولات العالمية، ليس في كرة القدم فقط، بل في كل الألعاب الرياضية، مما أكسبها ثقة مسؤولي الرياضة حول العالم، بالإضافة إلى الجماهير بمختلف ميولها سواءً محبي كرة القدم أو بقية الألعاب. وانطلق مونديال الأندية في جدة ليلة البارحة، وسط استعدادات كبيرة تليق بالحدث الذي انتظرناه طويلًا، نظير اهتمام بالغ من القيادة، ولا غرابة في أن نبهر العالم بالتنظيم الناجح، ليس في ملاعب كرة القدم فقط، بل نتحدث عن التجربة كاملة، لعل أبرزها ميزة إصدار التأشيرة الإلكترونية لحاملي تذاكر البطولة، وهي الخطوة التي تهدف إلى تسهيل إجراءات سفرهم إلى المملكة لحضور المباريات وتشجيع فرقهم، خصوصًا وأن العملية التي تتم من خلال الموقع الإلكتروني تستغرق دقائق معدودة. ومن ثمار استضافة جدة لكأس العالم للأندية أنه سينعكس عليها اقتصاديًا بشكل إيجابي، كونها ستشهد إقبالًا كبيرًا من الجماهير الرياضية التي ستحضر من خارج المملكة وبقية مدنها، الأمر الذي سينعش الفنادق والمطاعم والمقاهي والأنشطة الترفيهية بشكل ملحوظ، واقتصادنا من بين الرابحين من هذه الاستضافة. ولا يمكن تجاهل الفعاليات والأنشطة المصاحبة للبطولة في منطقة البلد وينظمها برنامج "جدة التاريخية"، وتهدف إلى تعزيز قطاع السياحة، وتنمية الاقتصاد المحلي، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي للمنطقة المسجلة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي. بلا شك أن المرحلة التي وصلنا لها عالميًا في الرياضة ونفخر بها ما هي إلا تتويج للاهتمام الكبير بالقطاع الرياضي من سمو ولي العهد، الذي يثبت دائمًا حرصه الكبير على تلبية احتياجات السعوديين وتحقيق رغباتهم وأحلامهم في المجالات كافة، بما فيها الرياضة التي باتت اليوم تحتل مكانة عالمية، ستمنحها امتيازات كبيرة في مجالات اقتصادية وسياحية وثقافية واجتماعية.