اهتمت القيادة الرشيدة بالطفل وتكريس العمل المجتمعي والتنموي وبناء جيل متماسك بالقيم والأخلاق الحميدة اقتداء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). الأسرة هي النواة الأولى في المجتمع والمكان الذي يتلقى فيه الطفل أول دروس الحياة، وأبلغها أثراً في تشكيل شخصيته وسلوكه وبعد أن يتخطى الطفل سنواته الخمس الأولى مروراً بالمسجد والشارع ووصولاً للمدرسة وانتهاء بمجتمعه. ثمة أسئلة تطرح بين كل فترة وأخرى عن من هو المسؤول عن وعي الطفل؟ فالتوعية هي الخط الأول للوقاية من المخاطر في ظل التقنية والتكنولوجيا وتفعيل التوعية الإلكترونية. لقد حرص الإسلام كل الحرص على إرساء دعائم الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها ويهدد بنيانها لأنه بصلاح الأسرة يضمن صلاح الأفراد والمجتمع. أشير إلى مبادرة سمو ولي العهد -حفظه الله- (مبادرة عالمية لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني)، وكذلك إطلاق وزارة التعليم عددًا من برامج التوعية بهدف حماية الأطفال من الإيذاء وبناء الشخصية السوية. تعتبر البيئة المحيطة بالطفل بما في ذلك أسلوب معاملة الوالدين عاملاً مهماً في تشكيل شخصيته وتكوين اتجاهاته وميوله ونظرته للحياة، ولذا كانت السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل لها أهميتها في تنشئته وفي تنميته قدراته ومهاراته. أخيراً، إن على الأسرة مسؤولية الاهتمام التام لقيادة السفينة إلى شاطئ الأمان واستشعار حجم المسؤولية وعدم تأثير الخلافات أو وجهات النظر وإعطاء مساحة كافية للتحاور والنقاش والتفاهم، وكذلك في حالة الطلاق -لا سمح الله- عدم اعتبار الطفل طرفاً في أي خلاف يكون بينهما والتوصل إلى ما فيه مصلحة الطفل أولاً للحفاظ على كيان الأسرة وزرع الثقة وغرس ثقافة الإرادة والعزيمة والقوة في النفس منذ الصغر. وقفة للتأمل: إذا لم يكن لديك الوقت لإصلاح أولادك فهناك من لديه الوقت لإفسادهم.