بخمس محاضرات، وتوقيع اتفاق، وحضور كبير، انطلقت اليوم فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2023، وذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض. وتركزت عناوين المحاضرات على أهمية إيجاد مرتكزات حوارية بين الأجيال، والأقطاب والاستقطابات التي يعيشها العالم، ودور الفلسفة تجاه هذه التجاذبات. وتنظم المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام، وزارة الثقاقة، ممثلاً في هيئة النشر والترجمة، ويُقام المؤتمر سنوياً، بهدف ترسيخ أسس الفلسفة وأساليبها التمكينية وأدواتها بين المملكة والعالم، إلى جانب تعزيز الفكر الفلسفي لدى الأجيال الناشئة، وبحث العلاقة المتبادلة بين القيم العابرة للثقافات والقضايا الأخلاقية المرتبطة بها. وافتتح فعاليات المؤتمر الدكتور محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الذي رحب بالحضور، وقال إن فعاليات مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة، تستهدف إيجاد نافذة حوارية سنوية، تناقش مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، ودعم إتاحة محتوى فلسفي متعدد الأبعاد والآفاق، موجه إلى جميع الفئات المجتمعية، فضلاً عن بناء جسور التعاون بين جميع المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، ودفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي في مجال الفلسفة. وعقب الافتتاح، اشتملت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، على محاضرة بعنوان "الفلسفة في عالم متعدد الأقطاب"، ألقاها الدكتور لوكا ناريا رئيس الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية، تحدث فيها عن طبيعة دور الفلسفة، وما ينبغي أن تقوم به في عالم متشعب، يشهد تجاذبات واستقطابات متعددة". وشهدت الفعاليات أيضاً التوقيع العلني على انضمام جمعية الفلسفة، إلى الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية ((FISP . بعد ذلك، توالت الفعاليات بمحاضرة بعنوان "نحو منطق انثربولوجيا فلسفية وفق نظرية الإطار لدراسة تكامل الثقافات والقيم العابرة لها" ألقاها الدكتور وائل صالح، الذي قال إن الانثربولوجيا الثقافية تخاطب وتعالج أصول الإنسان الثقافية من الناحية المادية والعقلية، مع التركيز أكثر على الثقافات المادية"، مشيراً إلى أن "الفلسفة في حد ذاتها، تحمل هوية الإنسان، ضارباً مثالاً على ذلك بالفلسفة اليونانية، التي تحمل الطابع والهوية اليونانية في العصور الوسطى". وفي محاضرة الدكتور عبد الرازق بلعقروز، ركز على الأخلاق في المباحث التي لا تتخيرها الذات بالرفض أو القبول، متناولاً مصطلحات ما بعد الأخلاق والصيغ الإنسانية، وكذلك الأوامر والإلزامات، وأزمة الأسس وشموليتها، قبل أن تتحدث الدكتورة إيمان الغامدي عن الآثار النظرية والمنهجية والعلمية". وتحدث كل من الدكتور جاسم العلوي، والدكتور حسن إبراهيم عن الفحص الفلسفي للقيم العابرة للثقافات، وركزا على المقاربات الكلاسيكية والمعاصرة، قبل أن يتناول الدكتور روبرت بيرناسكوني موضوع "التعدد الثقافي ونفادية الثقافات"، فيما تحدث الدكتور نجيب الحصادي عن الهوية الوطنية والشخصية الوطنية. وتتوصل غداً فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، بمحاضرات وحلقات نقاشية وحوارات فكرية، تثري الفكر الفلسفي، وورش عمل شاملة، تتناول موضوعات المؤتمر.