"أسبوع المضادات الحيوية" فعالية سنوية تهدف إلى تعزيز الوعي حول مسببات مقاومة المضادات الحيوية وكيفية الحد منها لتستخدم المضادات الحيوية بشكل آمن وفعّال في مواجهة الأمراض المعدية. يشجع الأسبوع على تبني ممارسات صحية بديلة مثل التوجه نحو الوقاية والتطعيم للحد من انتشار الأمراض بدلاً من تعريض الجسم للمضادات الحيوية ومن ثم تكون مقاومة لها. بوجهة نظري يجب زيادة الوعي بالممارسات التي تقلل الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية مثل العزل الشخصي في حال وجود أعراض معدية كالسعال والزكام وعدم ارتداء الممارسين الصحيين اللباس الطبي خارج المنشأة الصحية. تعتبر الملابس الطبية جزءًا أساسيًا من إجراءات السلامة في البيئات الطبية ولكن ما قد يخفى على الكثير أنه عند ارتدائها خارج المنشأة الصحية فإنها تشكل مصدرًا محتملاً لنقل العدوى. فالممارسون الصحيون بوركت جهودهم يتعاملون مع الكثير من المرضى خلال يومهم وبذلك هم عرضة للعديد من الجراثيم والميكروبات وبارتداء الملابس الطبية خارج المنشآت الصحية يزيد خطر نقل هذه الميكروبات إلى الأماكن العامة وتعرض المجتمع للأمراض فتزيد الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية واحتمالية تكون المتحورات والمقاومة. ولهذا السبب في كثير من الدول لا نرى ممارسين صحيين يرتدون الملابس الطبية خارج نطاق عملهم وتقوم المنشآت الصحية بتوفير الملابس الطبية للموظفين مع قوانين واضحة بارتدائها داخل المنشأة واسترجاعها عند الانتهاء ليتم غسلها في المستشفى. وبعد تطبيق هذه الممارسات في عدة دول وجدوا أنها نجحت في الحد من انتشار الميكروبات وتكون المقاومة والمتحورات. وعلى خطى ذلك قامت بعض الدول بزيادة قواعد السلامة على سبيل المثال في بريطانيا يمنع على الممارسين الصحيين لبس المعطف الأبيض وربطات العنق حيث وجدوا أنها تنقل عدداً كبيراً من الميكروبات. بعكس المسلسلات والأفلام التي دائماً ما نجد أبطالها يتجولون داخل المنشآت الصحية وخارجها باللباس الطبي الكامل مما ساعد في انتشار هذه الظاهرة غير الصحية. قد يعتقد البعض أن الأمر مبالغ لكن جاء هذا القرار بعد بحث أسباب ارتفاع عدد المرضى المنومين المصابين بالمقاومة وتزايد عدد الوفيات لعدم فعالية المضادات الحيوية ضد المتحورات الجديدة التي تكونت. فأوضحت هذه الدراسات أن السبب هو تعرض المرضى للميكروبات المختلفة التي نقلت من مريض لآخر وما بين داخل المنشأة الصحية وخارجها عبر الملابس الطبية. وفي بداية فترة تدريبي في أحد المستشفيات البريطانية وضحوا لنا أهمية القرار وكيف نجح في الحد بشكل كبير من انتشار الميكروبات وتكون المقاومة. الممارسون الصحيون هم خط الدفاع الصحي الأول بعد الله كما رأينا خلال جائحة كورونا وهم يعملون جاهدين لخدمة المجتمع وتعزيز الصحة لكن مع تطور العلم قد تتغير البرتوكولات والقواعد الإرشادية وهذا أمر صحي وإيجابي جداً. فلو نظرنا في تاريخ الطب لرأينا العديد من الممارسات الصحية التي نرى أنها بديهية الآن كانت مجهولة تماماً بل محاربة في وقت سابق كغسل اليدين مثلاً. لذلك أرى أنه من الواجب أن يكون الممارسون الصحيون على دراية بخطورة انتقال العدوى عبر الملابس الطبية وأهمية خلعها قبل مغادرة المنشأة الصحية ويجب أن تتبع المنشآت الطبية إجراءات صحية للحفاظ على سلامة المجتمع بتقديم التوجيه للممارسين الصحيين حول السلوكيات الصحيحة التي تعزز عملهم. * محامية ومستشارة في القانون الطبي وأخلاقيات الطب