لم يكن اختيار مدينة الرياض في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر 2023 لاستضافة المعرض الدولي (إكسبو 2030) صدفة، بل كان على ركائز اعتمد عليها المكتب الدولي للمعارض لاتخاذ قراره، بعد انتهاء عملية التصويت الإلكتروني للدول المشاركة باختيار الرياض، لتتفوق على مدينة "بوسان" الكورية ومدينة "روما" الإيطالية، ليكون بذلك ثاني معرض يتم تنظيمه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وقد جاءت تلك الركائز نتيجة منظومة من العمل المضني والدؤوب القائم على الفكر والتخطيط الاستراتيجي منذ بداية العمل بالرؤية السعودية 2030، وكان الهدف الكبير، أن تصبح مدينة الرياض في مركز الصدارة على مستوى المدن في العالم على كافة المؤشرات التنموية. ويشهد القاصي والداني بأن وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) حقق تقدماً تنموياً لا يدانى على مستوى المنطقة، ونجحت الرياض وتمكنت من التفوق على العديد من المدن في دول العالم المتقدمة، في مختلف الجوانب، فقد تم وضع الرياض في التصنيف كواحدة من أكثر المدن أماناً على مستوى العالم، وهي تعد بوابة العالم والوجهة العالمية للنقل والتجارة والسياحة، وتمتلك أهم مركز جوي على مستوى الشرق الأوسط، وواحد من أفضل 100 مطار في العالم وفقاً لقائمة سكاي تراكس، وهو مطار الملك خالد الدولي الذي يهدف إلى الوصول لنقل 330 مليون راكب بحلول عام 2030، وزيادة الاتصال المحلي والدولي بالرحلات الجوية إلى أكثر من 250 وجهة. كما أن لدى الرياض خطة لإنشاء مطار الملك سلمان الدولي على مساحة 57 كيلومتراً مربعاً ويشمل مطار الملك خالد الحالي، الذي سيتم تحويله إلى مركز ضخم للطيران يضم ستة مدارج متوازية ومصمم لاستيعاب ما يصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، كما أن المطار الجديد سيسهم في دعم خطط المملكة لتكون مدينة الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم، ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان العاصمة الرياض الذي يستهدف الوصول إلى ما يتراوح 15 و20 مليون نسمة بحلول عام 2030. كما أن لدى الرياض هيئة ملكية لتطويرها يرأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، تقوم على أعمدة علمية وبناء على المتغيرات على مستوى العالم في الاقتصاد والتجارة، وتقوم تلك السياسة على عدة محاور من أهمها تحقيق جودة الحياة، وخلق فرص عمل جديدة، وتنوع مصادر الاقتصاد، وتطوير مدينة الرياض لتصبح من أكثر المدن العالمية استدامة، ولقد أثمر العمل الجماعي على أيدي نخبة من الوزراء والمسؤولين الأكفاء تبوء مدينة الرياض مرتبة الأول على بقية مدن العالم، التي تنافست على استضافة إكسبو 2023. تاريخ المعرض الدولي يعود لعام 1851م عندما تم إنشاء المعارض الدولية لتقديم الاختراعات الصناعية لمختلف الدول، وتم تنظيم أول معرض دولي في لندن حينذاك لعرض الواجهة التكنولوجية والصناعية للبلدان المشاركة بما يعكس التطور الذي تحققه الثورة الصناعية، تم تنظيم تلك المعارض الضخمة كل خمس سنوات، بحيث تستضيفها إحدى مدن العالم وفي عام 1928م تم إنشاء المكتب الدولي للمعارض، والذي بدأ منذ 1931م تنظيم تلك المعارض الدولية بهدف تعليم الجمهور، وبذل الجهود الدولية لتسخير الموارد المتاحة للإنسان لتلبية احتياجات الحضارة والإنسان من أجل استمرار التقدم البشري وللوصول لآفاق مستقبلية أكثر فائدة للمجتمعات. وسوف يقام إكسبو 2030 في مدينة الرياض لمدة ستة أشهر بداية من شهر أكتوبر 2030م وحتى 31 مارس 2031م وسيستقطب الملايين من الزائرين من جميع نواحي العالم الذين سوف تُتاح لهم الفرصة للتعرف عن قرب على إنجازات وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية). وسيشهد زوار إكسبو الرياض مدى التطور في العديد من المجالات وفق مسارات الرؤية السعودية 2030، التي سنحتفل وقتها بنجاحها وتحقيق أهدافها بإذن الله تعالى. ستر بن عبدالعزيز آل راكان