يوم الجمعة الأول من ديسمبر، كنا على الموعد الكبير في ديربي الرياض الكبير، الهلال المتصدر في مواجهة النصر الطامح، مواجهة انتظرها الجميع وعلى مستوى العالم، مواجهة الدوري وفارق النقاط الأربعة، مواجهة النصر كريستيانو الثانية مع الهلال في الدوري والثالثة بالمجموع من ضمنها البطولة العربية، الموسم الماضي انتصر الهلال، والأول من ديسمبر الهلال مرة أخرى ينتصر على النصر بثلاثة أهداف نظيفة، ويخسر الدون رونالدو المواجهة الثانية في الدوري أمام الهلال بدون نيمار وياسر الشهراني، مباراة كانت رائعة بكل معنى الكلمة، الحضور الجماهيري، الأحداث، الأهداف، والتغطية الإعلامية الواسعة. نعم.. الهلال يكسب النصر بالسبعة، وأعني هنا النقاط، فارق السبعة نقاط بتصدر على الهلال على النصر، هذه النتيجة لم تبعد الهلال عن منافسه وفقط، بل جعلت الفرق الأخرى تدخل على خط المنافسة أيضا، وتقترب من مركبة النصر بصفته المنافس الوحيد، الأهلي ب 30 نقطة، الاتحاد ب 28، وعليه فالنصر الآن يحارب على جبهتين، الأولى الاستمرار بملاحقة الهلال، والثانية المحافظة على الوصافة ولو من باب معنوي شرفي، خاصة وما رافق المباراة مع الهلال مع جدل تحكيمي سواء بهدف رونالدو الملغي بداعي التسلل، أو ضربات الجزاء التي لم تحتسب، لأن المركز الثاني للنصر يعني تعلله بالتحكيم، لكن مركز ثالث أو رابع يعني أمرا آخرا. المباراة كانت حماسية، ورغم أن الشوط الأول كان بمجمله هلاليا سواء بالضغط الذي مارسه على دفاع النصر، أو بعدد الفرص التي أضاعها سالم ميتروفيتش ومالكوم، وإن كان النصر يلعب تحت الضغط أيضا لكنه كان نوعا ما يجاري الهلال بهجمات تشعر معها أنه ينتظر ربع فرصة ليسجل، ورغم أن الربع فرصة أتته وأضاعها تاليسكا، لكنها لم تتكرر كثيرا، غير أن الضغط كان أكبر على لاعبي الهلال، وكان واضحا بالفرص التي أضاعوها، لكن بشكل عام وضمن أسس وقواعد مثل هذه المباريات، فإنه كان واضحا جليا أن الهلال الأقرب للفوز ما لم يعدل كاسترو من خطته في الشوط الثاني ويفاجئ خيسوس الذي ألغى مبدأ التوازن في لعبه، ولعب الأسلوب المفتوح على أمل أن يبادره النصر بذلك، ويعرف كيف يقتنص الفوز. الشوط الثاني بدأ بضغط هلالي مباشر على لاعبي النصر في أرضهم، رونالدو أكثر من وقع في التسلل، ولا أعلم إن كان طبيعيا أو متعمدا في بعض الحالات، لاعب بخبرة وعظمة رونالدو يعلم جيدا أن الفرصة قد تشكل ضغطا وعدم ثقة على دفاع الهلال، حتى وإن احتسب تسللا، لكن برفعة سحرية من المبدع السعودي سعود عبدالحميد على رأس سافيتش قلبت المباراة كليا، الهدف الهلالي الأول في النصر، ورغم إشارات رونالدو للاعبين ودكة الاحتياط بالهدوء وعدم التسرع، إلا أنه النصر بدأ يلعب بشكل عشوائي، ومدربه كاسترو لم يعد يسيطر على المباراة، بل بدأت انفعالاته على قرارات الحكم تظهر للعيان، خاصة بتلك اللقطة غير المبررة وهو يري الحكم الرابع لقطة هدف رونالدو التعادل الملغي بحكم التسلل من خلال جوال. هنا كان واضحا أن الهلال أنهى المباراة، النصر فقد كل تركيزه، وأصبح يلعب بدون أي خطة، مساحات جعلت الهلال وفي الوقت الإضافي من الشوط الأول يسجل هدفين، لتتحكم المعنويات، ويبهت الجمهور النصراوي، ويعلى صوت الجمهور الهلالي أعلى وأعلى بشعار القوة الزرقاء، فوز ثمين جدا، رقميا فارق سبع نقاط، على النصر، على رونالدو، بغياب نيمار. بالمحصلة والنتيجة النهائية يمكن أن نقرر أن هلال خيسوس لعب مباراة نهائية في الأول من ديسمبر، وكاسترو لعب مباراة للذكرى، وإن كان الإياب سيكون أيضا مهما جدا، لكن الإياب إن لم يحمل معه كلمة حسم، وتغير مسمى المتصدر، فسيكون مباراة للمتعة، قد يلعبها الهلال بالاحتياطي يفقد النصر لذة النصر إن انتصر فيها. د. طلال االحربي