لحق النصر بالهلال في "الدربي" الكبير عصر السبت الماضي في مواجهة مثيرة في جميع تفاصيلها عكست التطور الكبير للكرة السعودية، فكانت فرحة أنصاره عارمة جداً وكأن "الأصفر" توج بالذهب أو حافظ على صدارته بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه، ولكن الواقع يقول: "التعادل مع المتصدر وكبير آسيا أصبح حلماً وبطولة لهم". كانت الأمور تسير بشكل طبيعي جداً ف"الزعيم" تقدم بهدفين في الثلث الأول من المواجهة وكأن بإمكانه حسم اللقاء في الشوط الأول برباعية أو خماسية بعد أن استسلم خصمه وأصبح فاقداً القدرة لمجاراة المتصدر، ولكن رعونة مهاجميه وأنانيتهم وبحث كل لاعب عن مجد شخصي حال دون الحسم مبكراً. في الشوط الثاني نهض "الأصفر" من سباته وتحرك لاعبوه الأجانب السبعة فكانت لهم الكلمة فتحقق التعادل وكان بإمكانهم إلحاق أول خسارة بالهلال في الدوري. المواجهة الكبيرة جداً أكدت أن "الأزرق" عنوان الإثارة والندية والتنافس الشريف عندما يتخلى خصومه عن قتل المتعة باللعب بالطرق الدفاعية البحتة، التي دائماً ما يتجه لها الصغار في مواجهة الأبطال والفرق التي تفوقهم إمكانات؛ فالنصر وعلى غير العادة تخلى عن هذا الأسلوب وفتح ملعبه أمام عاشق الهجوم والمتعة فكانت الإثارة والندية حاضرة في واحدة من أجمل المواجهات في الوطن العربي الكبير. المواجهة الكبيرة كشفت أن الكلمة في الدوري السعودي تبقى للاعب الأجنبي؛ فالنصر بأجانبه السبعة وبقيادة المغربي إمرابط الخطير جداً تفوق على الهلال في الشوط الثاني بعد أن خذله لاعبوه وخصوصاً المحليين الذين لم يكونوا في يومهم فالكفاح والندية والرغبة في العطاء مفقودة، والكرات المرتدة التي أرهقت الدفاع الهلالي في الشوط الثاني جلها من اللاعبين المحليين؛ في حين كانت الرغبة والطموح لدى أجانب النصر موجودة فالمغربي أمرابط قاتل وقدم الصورة الحقيقية للاعب المحترف الذي يبحث عن مضاعفة عقده. الهلال لايزال في الصدارة بتعادلين فقط ويملك من الإمكانات الفنية العالية ما تجعله المرشح الأول لبطولة الدوري، شريطة أن يستفيد مدربه خورخي خيسوس من درس تلميذه هيلدر كريستوفاو الذي تفوق على عليه قبل المباراة بالجراءة والشجاعة عندما تنازل عن الحارس براد جونز ليستفيد من السبعة الأجانب وخلال المباراة تفوق عليه عندما أجرى التغييرات في مراكز لاعبيه وخصوصاً أحمد موسى عندما وضعه خلف المهاجم الأمر الذي شكل خطورة كبيرة على المرمى الهلالي. الحكم الأرجنتيني الشهير نيستور بيتانا، بتاريخه الكبير حرم الهلال من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، والتي اتفق عليه الجميع من خبراء الرياضة والقانون، فكانت ردة فعل الهلاليين عادية جداً فهم يؤمنون بأن الأخطاء جزء من اللعب، ولا يمكن أن يشككوا في نزاهة الحكم أو اللجان أو تقنية "فار".