سطرت المملكة العربية السعودية بأحرف من ماء الذهب على المستوى المحلي ومستوى المنطقة العربية والمستوى العالمي حدثا تاريخيا لأن ينساه العالم بفوزها المستحق بجدارة واقتدار باستضافة معرض الرياض إكسبو 2030. هذا الفوز العظيم تحقق بإعلان المكتب الدولي للمعارض الكائن مقره بالعاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 28 نوفمبر 2030 باقتراع سريّ خلال اجتماع الجمعية العمومية ال 173 بحصد ملف المملكة ل (119) صوتاً من الدول الأعضاء، والذي يُعد بكل المقاييس والمعايير فوزاً ساحقاً غير مسبوق، وبالذات وأنه قد تحقق من الجولة الأولى للتصويت بتنافس الرياض مع مدينتي بوسان الكورية الجنوبية، وروما الإيطالية. ويأتي هذا الفوز العظيم للمملكة بتنظيم معرض إكسبو 2030 نتيجةً مباشرةً لرؤية المملكة 2030 ومتابعة حثيثة وعن كَثب لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، الذي كان يتابع شخصياً لحظة بلحظة منذ تقديم المملكة لطلبها الانضمام للمعرض الدولي للمعارض بتاريخ 29 أكتوبر 2021. ومنذ ذلك الحين وحتى لحظة إعلان نتيجة فوز المملكة، والهيئة الملكية لمدينة الرياض الجهة المسؤولة عن إعداد ملف المملكة كانت تعمل بجد واجتهاد لتحصد المملكة هذا التصويت العالمي للفوز بحق الاستضافة وفق توجيهات سمو ولي العهد وقيادته -حفظه الله- وحرصًا منه -أيده الله- على إبراز دور المملكة ومكانتها وتوجهاتها التنموية للمستقبل، من خلال إبراز ما حققته المملكة من إنجازات حضارية أبهرت القاصي والداني على جميع الأصعدة والمستويات وفق رؤية تنموية رائعة يقودها صانعها وعرابها سمو ولي العهد. ويعد معرض الرياض إكسبو 2030 ترجمة حقيقية وواقعية تعكس القفزات الحضارية والتنموية الواثبة التي حققتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، والتي سعت من خلالها الإثبات للعالم بأسره أن المملكة ليست بلد نفطٍ فحسب، وإنما هي بلد نماء وازدهار وتقدم بكافة المجالات الاقتصادية الأخرى، بما في ذلك في المجال الاجتماعي والسياسي والتكنلوجي والعلمي ومجال الابتكار والبحث العلمي، لتجسد بذلك دورها الريادي والتكاملي في مجال التنمية الشاملة والمستدامة. ومن خلال معرض الرياض إكسبو 2030 ستلهم المملكة العالم برؤيتها الطموحة 2030 بأكبر تجمع على مستوى العالم تعزيزاً لتطلعاتها وأهدافها التنموية، مع فرصة إشراك العالم في رحلة تطورها القادمة، سيما وأن تاريخ انطلاقة المعرض بإذن الله بالرياض يتوافق ويتزامن مع تاريخ تحقيق إنجازات رؤيتنا الطموحة 2030 والتي من خلال المعرض سنبهر بها العالم بما تحقق من إنجازات حضارية وتنموية غير مسبوقة في تجمع دولي ضخم للدول والمنظمات سيضم أكثر من 226 مشاركاً، جنبًا إلى جنب مع الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين. معرض الرياض إكسبو 2030 الذي سيقام على مساحة 6 ملايين متر مربع، سوف يتميز بمخططه العام الرائع والجميل وبتصميمه الفريد كمدينة مستقبلية حول وادٍ قديم، يجمع ما بين مفهومي "الواحة" و"الروضة" المشتق منها اسم الرياض، كما وسيعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها، ليعيش العالم والزائرون للمعرض الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 40 مليون زائر تجربة فريدة من التعرف على الثقافة والتقاليد السعودية الأصيلة، إلى جانب المنجزات الحضارية العملاقة التي تحققت بالمملكة، حيث سيحتوي المعرض على بيئة ثقافية تخلق ذكريات مميزة، يتم من خلالها ربط الخيال والعلوم والتقنية بها، ليكون بإمكان الزوار تجربة أفكار متنوعة للمستقبل وعيش أساليب مبتكرة لتحقيق غد أفضل. يذكر أن معرض إكسبو العالمي أقيم لأول مرة في مدينة لندن عام 1851 وأُعيد إحياؤه في مدن كثيرة حول العالم كان آخرها بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عام 2020. لعل ما يُبرز فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو الدولي مكانتها المرموقة عالمياً بوصفها نقطة التقاء العالم، ومركزًا عالميًا للمعرفة والتطور العلمي والتقني، ومحطة للإبداع والابتكار، وحاضنًا لأكبر الأحداث العالمية وأنجحها. أخلص القول؛ إن فوز المملكة باستضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030، يعد خطوة نحو التأكيد على دورها المهم في المشهد الإنساني المتفاعل مع كل ما يرسّخ الحوار والتواصل والاستقرار والنماء، ورسم حاضر العالم ومستقبله، وبالذات وأن المملكة تقف اليوم على مشارف نهضة نوعية على مستوى نطاقها الوطني في مجال الاقتصاد والأعمال، وفي مجال إيجاد الفرص الاستثمارية على جميع المستويات، والتي ستجعلها دولة منافسة ومؤثرة في هذه القطاعات بشكل منقطع النظير.