ارتفعت أسعار النفط قليلا أمس الثلاثاء بسبب ضعف الدولار وتوقعات بأن يعمق تحالف أوبك+ ويمدد تخفيضات الإنتاج بسبب مخاوف من أن الطلب سيظل ضعيفا. وبحلول الساعة 0510 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا بما يعادل 0.1 بالمئة إلى 80.09 دولار للبرميل. وجرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مرتفعة 4 سنتات، أو 0.1 بالمئة أيضًا، إلى 74.90 دولارًا للبرميل، وقلص الخامان القياسيان بعض المكاسب بعد ارتفاعهما بشكل حاد في التعاملات الآسيوية المبكرة. وستعقد أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، اجتماعا وزاريا عبر الإنترنت غداً الخميس لمناقشة أهداف الإنتاج لعام 2024. ويأتي الاجتماع وسط انخفاض حاد في أسعار النفط، بسبب المخاوف من فائض المعروض في السوق على الرغم من تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك +. وانخفض خام برنت بأكثر من 18% وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 21% منذ أعلى مستوياتهما في نهاية سبتمبر. وزاد الإنتاج القوي من جانب الدول غير الأعضاء في أوبك مثل الولاياتالمتحدة من الضغوط على الأسعار. وتسببت أوبك+ في انخفاض أسعار النفط الأسبوع الماضي بتأجيل اجتماعها من أجل تسوية أهداف الإنتاج للمنتجين الأفارقة. لكنها تتجه نحو حل وسط، حسبما قالت أمصادر في أوبك+، مما قد يساعد السعودية، الزعيم الفعلي للمجموعة، على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الحاجة إلى تعميق تخفيضات الإنتاج. ويقول المحللون إن انخفاض الأسعار يمكن أن يجنب الرياض أي ضغوط من الولاياتالمتحدة للحد من تخفيضات الإنتاج. وقال محللو أبحاث بنك إيه ان زد، في مذكرة للعملاء، يوم الثلاثاء "قد تشعر السعودية بالارتياح لانخفاض أسعار البنزين الأمريكي على مدى 60 يوما على التوالي. وقد يخفف هذا من معارضة الولاياتالمتحدة لأي تحرك لتشديد أسواق النفط ودعم الأسعار". ومن شأن تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر أن يعزز الطلب من الدول التي تدفع ثمن نفطها بعملات أخرى. وقال محللو انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن أوبك + تخطط لتمديد أو حتى تعميق تخفيضات الإنتاج المستمرة في اجتماعها غداً الخميس. كما أن توقع مجموعة واسعة من القراءات الاقتصادية المقررة هذا الأسبوع أبقت المتداولين إلى حد كبير على الهامش، مما حد من أي مكاسب كبيرة. وذكرت مصادر أن مجموعة أوبك + تعتزم خفض الإنتاج بشكل جماعي في اجتماع يوم الخميس، حيث أدت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب إلى معاناة أسعار النفط مرة أخرى من أجل البقاء فوق 80 دولارًا للبرميل. كما أدى تأخير اجتماع أوبك + إلى 30 نوفمبر بدلاً من 26 نوفمبر - إلى انخفاض أسعار النفط، خاصة وأن التقارير أشارت إلى أن التأخير يستهدف مزيد من الترتيبات حول تخفيضات الإنتاج بين الدول الأعضاء، وقادت السعودية وروسيا مجموعة أوبك+ في خفض الإنتاج خلال العام الماضي، حيث أدت المخاوف من تدهور الطلب العالمي إلى انخفاض الأسعار. كما عزت المملكة العربية السعودية، الزعيم الفعلي لأوبك +، الانخفاض إلى مراهنة المضاربين على أسواق النفط. تعميق تخفيضات الإمدادات ومن المتوقع الآن أن يقوم البلدان بتمديد أو حتى تعميق تخفيضات الإمدادات المستمرة حتى أوائل عام 2024 - وهو السيناريو الذي يقول المحللون إنه سيشدد الأسواق ويعزز الأسعار وقد يبقي إلى حد كبير تداول خام برنت في نطاق 80 إلى 90 دولارًا للبرميل، لكن الأسعار وجدت صعوبة في الحفاظ على هذا النطاق، إذ أدى الإنتاج الأمريكي المرتفع إلى مستوى قياسي وتزايد المخزونات الصينية وزيادة إنتاج بعض دول أوبك إلى تحفيز الرهانات على أن أسواق النفط ليست شحيحة كما كان متوقعا في البداية. وكانت الخسائر مدفوعة أيضًا بالقراءات الاقتصادية الضعيفة من العديد من الدول الرئيسية المستوردة للنفط - وخاصة الصين، مما أثار مخاوف من تباطؤ الطلب. وبعيدًا عن اجتماع أوبك+، كانت الأسواق تنتظر أيضًا سلسلة من القراءات الاقتصادية الرئيسية هذا الأسبوع. ومن المقرر صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو يوم الخميس، وكذلك قراءة أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية - وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي. والأكثر صلة بأسواق النفط هي قراءات مؤشر مديري المشتريات القادمة من الصين، والتي من المتوقع أن توفر المزيد من الإشارات على النشاط التجاري في أكبر مستورد للنفط في العالم. وستكون قراءات شهر نوفمبر محل تركيز وثيق بعد مجموعة من الأرقام الضعيفة لشهر أكتوبر. ومن المقرر أيضًا هذا الأسبوع صدور مؤشرات مديري المشتريات الأمريكية لشهر نوفمبر، ومن المتوقع أن تظهر مزيدًا من الضعف في النشاط التجاري، في حين أن القراءة المنقحة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث قيد الانتظار أيضًا. وأصدرت منظمة أوبك دفاعًا شديد اللهجة عن صناعة النفط والغاز قبل أيام من بدء أكبر محادثات للمناخ على الإطلاق، ردًا على وكالة الطاقة الدولية وتسليط الضوء على الجدل المتزايد الانقسام حول أفضل السبل لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول إن وكالة الطاقة الدولية "شوهت سمعة الصناعة بشكل غير عادل" بسبب دورها في أزمة المناخ، وذلك وفقًا لبيان صدر في 27 نوفمبر، اختلف مع تقرير صدر مؤخرًا عن الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها. وقالت أوبك إن صناعة النفط تتبنى مصادر الطاقة المتجددة، مع القيام باستثمارات كبيرة، كما أنها تستثمر في تقنيات لتقليل الانبعاثات. وقال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص: "إن الطريقة التي استخدمت بها وكالة الطاقة الدولية للأسف منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها في الأيام الأخيرة لانتقاد صناعة النفط والغاز وتوجيهها هي طريقة غير دبلوماسية". "وأوبك نفسها ليست منظمة يمكنها أن تفرض على الآخرين ما يجب عليهم فعله". في وقت، يبدأ مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) غداً الخميس في دبي، بحضور رئيس القمة سلطان الجابر، وهو أيضًا رئيس شركة النفط الحكومية في الدولة المنتجة لمنظمة أوبك، مما يجعلها واحدة من قمم المناخ الأكثر إثارة للجدل حتى الآن. وفي اليوم نفسه، من المقرر أن تجتمع أوبك وشركاؤها من خارج المجموعة بما في ذلك روسيا عبر الإنترنت في اجتماع مؤجل للاتفاق على مستويات الإنتاج لعام 2024. وقالت المجموعة إن الإطار الذي اقترحته وكالة الطاقة الدولية لمواءمة أهداف الشركات مع أهداف صافي الصفر "هو أداة تهدف إلى الحد من الإجراءات والخيارات السيادية للدول النامية المنتجة للنفط والغاز، من خلال الضغط على شركات النفط الوطنية". كما دافعت عن تكنولوجيا احتجاز الكربون. وقال محللو بنك الكومونولث الأسترالي، النفط يرتفع بينما تضغط أوبك+ لتقليص حصص الإنتاج. وقالوا استقر النفط بعد سلسلة من الخسائر حيث تدرس السوق إمكانية إجراء تخفيضات أعمق في الإنتاج من أوبك + مقابل إشارات على أن العرض العالمي يفوق الطلب. وتم تداول خام برنت دون 80 دولارًا للبرميل، بعد سلسلة من الخسائر استمرت أربعة أيام أدت إلى محو العقود الآجلة بنسبة 3٪، وكان سعر غرب تكساس الوسيط أقل من 75 دولارًا. وقال مندوبون إن أوبك+، قد تعمق تخفيض حصص الإنتاج لدعم توازن الأسواق، وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية الآسيوي في بنك ميزوهو المحدود: "يجب على المضاربين على النفط أن يحرصوا على عدم الاستهانة بعزيمة أوبك + لتنظيم أهداف الإنتاج حتى نهاية هذا العام والغام المقبل". وانخفض سعر النفط الخام بنحو الخمس منذ أواخر سبتمبر بسبب وفرة الإمدادات والمخاوف بشأن الخلفية الاقتصادية العالمية، مما يضغط على التحالف المكون من 23 دولة للتدخل في اجتماعه عبر الإنترنت يوم الخميس. وحذرت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر من أن الأسواق ستعود إلى تحقيق الفائض في العام المقبل وسط تباطؤ كبير في نمو الطلب. وأظهرت استطلاعات للتجار والمحللين أواخر الأسبوع الماضي أن حوالي نصف المشاركين يتوقعون أن تتخذ أوبك + المزيد من الإجراءات لتشديد السوق، وإذا لم يعلن التحالف عن خفض إضافي بنحو مليون برميل يوميًا بالإضافة إلى القيود التي فرضتها السعودية، فقد تنخفض الأسعار إلى مستوى 70 دولارًا للبرميل، وفقًا لمحللين في مجموعة أوراسيا.