لا يمكن وصف حديث أنمار الحائلي وخالد العيسى الغامدي رئيسا ناديي الاتحاد والأهلي بخصوص (برنامج الاستقطاب) ورئيسه سعد اللذيذ إلا حديث مؤججين وهاربين من تحمل مسؤولية فشلهم في تحقيق طموحات جماهير أنديتهم التي انطلت على كثيرٍ منهم للأسف تلك الأحاديث التي نجحت في توجيه بوصلة اللوم والاستياء والنقد من تلك الإدارات إلى برنامج الاستقطاب ورئيسه! تأجيج الشارع الاتحادي والأهلاوي لم يكن ضد سعد اللذيذ كما يظن البعض؛ بل هو تجاه البرنامج الذي أرادت منه وبه القيادة -حفظها الله- أن ترفع من مستوى المنافسة ومن مستوى الأندية، وهو جزء من المشروع الكبير الذي بدأ بسداد ديون تلك الأندية وإغلاق كافة القضايا والعقوبات الدولية الوشيكة عليها بمئات الملايين، وكان الجزاء من بعض مسؤولي الأندية بل ومن بعض إعلامهم وجماهيرهم أشبه بجزاء سنمار الذي شيد للملك النعمان بن المنذر قصره العظيم (الخورنق) فلما أتم بناءه بعد 20 عامًا أمر النعمان رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر. أحاديث الرئيسين لم تكن إلا تبريرًا للفشل وهروبًا من تحمل مسؤولية قراراتهم أو قرارات اللجان الفنية في أنديتهم، وفيه جهل أو تجاهل أو تجهيل للشارع الرياضي الذي يجب أن يعرف أن رئيس مجلس إدارة النادي ليس مخولًا أصلًا للتواصل مع (برنامج الاستقطاب) وإملاء طلباته عليه؛ وأنَّ الأندية التابعة لصندوق الاستثمارات أصبحت شركات لها هيكلة تنظيمية ولجان فنية هي المخولة بالتواصل مع برنامج الاستقطاب؛ ولم يعد لرئيس النادي تلك السلطة ولا القدرة على اتخاذ القرارات الفردية كما هو عهد ما قبل الصندوق، وهذه الجزئية وحدها كفيلة بنسف معظم ما تحدث به العيسى وأنمار، وسارت به ركبان إعلاميي وجماهير الناديين. أما الهجوم الذي شنه إعلاميون وشرفيون ومغردون منتمون لنادي النصر على سعد اللذيذ، وتكذيبه في معلومة أنَّ من جلب كريستيانو رونالدو ودفع أموال التعاقد معه هو برنامج الاستقطاب وأن النصر لم يدفع (ولا ريال) فهو أمرٌ مخجلٌ ومضحك؛ إذ يعلم الجميع أنَّ الدولة -حفظها الله- هي من تكفلت بصفقة رونالدو كأول صفقة يمولها برنامج الاستقطاب منذ ولادته كفكرة، وقبل أن يتم تدشينه رسميًا وتأطيره قانونيًا وإداريًا، ومن المخجل الاستمرار بمحاولة الضحك على الجماهير، وإقناعهم بأنَّ من أحضره هم رعاة للنصر لم يتم الإعلان عنهم حتى الآن، والدليل أنَّ الرد على معلومة سعد اللذيذ الرسمية لم يكن من رئيس النصر؛ بل جاء هذه المرة بالنيابة عن طريق شرفي لا يزال يوهم الجماهير بأنَّ له تأثير كالسابق، أو إعلاميين ومغردين يتبعون لمدرسة جوزيف غوبلز: «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس». المرحلة التي تعيشها رياضتنا، والريادة التي تريدها لنا قيادتنا -حفظها الله- تتطلب مسؤولي أندية وإعلاميين ومؤثرين يعون أهميتها وأهدافها، ويساعدون في إنجاحها؛ بدلًا من محاولة الضرب فيها والتأجيج ضدها لأهدافٍ شخصية ووقتية لا تعكس إلا عجز هؤلاء عن فهم واستيعاب أهداف هذا المشروع الوطني الرائد، ومدى حاجة أنديتنا لقيادات إدارية تملك القدرة على تجاوز الزمن القديم، وتملك الكفاءة لتثقيف ورفع الوعي الإعلامي والجماهيري من خلال خطاب رسمي موزون يعرف مدى خطورة التبعات والآثار التي يمكن أن يحدثها تصريح طائش مليء بالمغالطات هدفه محاولة الهروب إلى الأمام.