التقت «الرياض» خلال فعاليات المهرجان الكاتب الناقد والدكتور سعيد السيابي، لتجري معه حواراً يتناول أبرز التجارب والتحديات المسرحية للضيف، والذي كان مشاركاً حيوياً في المهرجان بندواته ونشراته اليومية ومشاهدة الفعاليات المسرحية يومياً من عُمان الشقيقة، ومما قدمه خلال المهرجان ندوة فكرية قيمة بعنوان «المسرحيون والدعم الرسمي والمجتمعي»، وهي ندوة فكرية تناقش أهمية الدعم لكل المسرحيين الخليجين.. فإلى الحوار: * في البدء أرغب في أن تقدم نبذة تعريفية موجزة عن ذاتك للجمهور العربي؟ * سعيد السيابي باحث مسرحي عُماني، وكاتب قصة ورواية، وكاتب مقالة في الدراما والثقافة والمجتمع والتراث أيضا، ومهتم بالمسرح الخليجي كافة. * دائما ما تحضر عُمان في ذاكرة المسرح المستمر الذي لم يتوقف وهجه، إلى ماذا تعزو ذلك؟ * نعيش أزهى فترات المسرح العُماني وذلك بلغة الأرقام، حيث أصبح لدينا أربع وخمسون فرقة مسرحية أهلية، وقد أشهرتها وزارة الثقافة في عمان، فلا يوجد مهرجان عربي إلا وتوجد فيه مشاركة عمانية. وبسبب وجود قاعدة عريضة من الشباب الذين تخرجوا من الجامعات العربية المتخصصة بالمسرح، ثم أصبح نشاطهم المسرحي داخل الجامعات العمانية واضحا ومؤثرا، ومِن ثَمّ أصبحتْ تُقام مهرجانات مسرحية عددها خمسة عشر مَهرجانا مسرحيا عُمانيا تشمل قطاع الطفل والمرأة والمسرح التراثي ومسرح الميلودراما والمسرح الصامت ومسرح الشارع إضافة إلى المهرجان المسرحي الرسمي. * لك مؤلفات في المسرح الخليجي منها، كتاب "المسرح والتراث الشعبي في الثقافة العمانية المعاصرة"، وكتاب "توظيف الأدب الشعبي في المسرح الخليجي" هل المسرح يتطور حاليا أم يتأخر، وما الأسباب؟ * إن حضور التراث ومفرداته في العروض المسرحية والنصوص الدرامية وكتابة دراسات نقدية وتحليلية؛ لإظهار مدى تمسك المسرح الخليجي بهويته وأصالته وتاريخه يثمر كل ذلك عن تجدد المدارس المسرحية وتنوعها، إضافة إلى أن الجمهور الخليجي متعطش لهذه النوعية من الدراما. * هل تؤثر نهضة المسرح السعودي حاليا على نهضة المسرح الخليجي خاصة والعربي عامة؟ * إنّ نهضة المسرح السعودي الحالي نهضة داعمة ورافعة للإنتاج الفني المحترف الذي يساهم بدوره في رفع مستويات الذوق عند الجمهور والتجارب المسرحية المتنوعة اللتين تستفيدان من التجارب الناجحة والكبيرة التي يقدمها حاليا المسرح السعودي بصورة واضحة للجميع، والسعودية بلد جغرافي كبير له صور ثقافية وتراثية متنوعة جدا تضيف تنوعا وعمقا وجمالية وتاريخا للمسرح الخليجي أيضا. * متى يكون المسرح له تأثير حيوي في التغيير المجتمعي نحو الأمام؟ * سيوجد تغيير مجتمعي طوال تمسكنا بالمتخصصين في مجال المسرح وصُنّاعه وإمدادهما بأدوات التمكين، مثل: الدعم الرسمي والدعم بالميزانيات والدعم الإعلامي والدعم النقدي والدعم العلمي وتوافر الأكاديميات المتخصصة في كل فنون العرض المسرحي وعلومه بشكل منهجي وقوي مع وجود عناصر التسويق للمنتج المسرحي بصورة فعالة وحيوية وتتناغم مع هويتنا وتاريخنا وواقعنا. * كثيرا ما نسمع جملة "المسرح يناقش قضايا الإنسان" كيف ذلك؟ * صانع المسرح هو إنسان في الأصل ومكوّن من مكونات المجتمع يطرح قضاياه الملحة التي يبحث عن حلول وتطور لها، إضافة إلى أن المسرح مكون ثقافي وفني وتكنولوجي قادر على التعبير عن كل قضايا أفراد المجتمع وهمومه وآماله. * لماذا نفتقد إلى أرشيف مسرحي محلي في كل دول الخليج، ومتى يكون عندنا هذا الأرشيف متاحا وعاما لكل الباحثين المهتمين بالدراما من دون اللجوء إلى العلاقات الخاصة والجهود الفردية؟ * من المهم جدا أن تنشأ مؤسسة خليجية مشتركة تحفظ جهود المشتغلين في المسرح إخراجا وتمثيلا وتأليفا ونقدا مسرحيا، وذلك بتوظيف تقنيات حديثة في الأرشفة والنشر العلمي، مثل: إيجاد موقع متخصص شبكي أو تطبيق يحفظ كل تلك الجهود ويجعلها متاحة للجميع. * هل يمكن أن توجد فرقة خليجية واحدة بعد نهضة المسرح السعودي لمعالجة قضايا الإنسان الخليجي؟ * أتمنى أن تُدعم الفرق المسرحية الخليجية لتقدم عروضها في كل دول الخليج بالتبادل، وأن توجد مواسم مسرحية خليجية تنهض بالفن المسرحي الخليجي عامة. * ما رؤيتك المستقبلية للمسرح الخليجي وما توجيهاتك بصدد ذلك؟ سيكون مستقبل المسرح الخليجي ناجحا ومؤثرا وذلك بالاعتناء بالكوادر المسرحية وتكريمها تباعا وتحفيز المواهب الشابة تمثيلا وإخراجا وكتابة ونقدا وعمل جوائز مستمرة دورية للجهود المسرحية كافة، وكذلك إنشاء أكاديميات متخصصة في كل العلوم والفنون المتعلقة بالمسرح. * أمنية أخيرة ترغب في البوح بها؟ * أتمنى من الكاتب المسرحي الخليجي خاصة أن يحطم قيود الخوف والرقابة الذاتية العالية والحساسية الزائدة لديه؛ لأن لجنة المراجعات وقراءة النصوص المسرحية تسمح له بمناقشة كل القضايا المجتمعية عن طريق تصميم الرمز بكفاءة عالية في الدراما، وأخيرا أشكر صحيفة "الرياض" على إتاحة الفرصة لي للبوح عن كل ما يتعلق بمسرحنا الخليجي الواحد.