قال دبلوماسي كبير بوزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء إن روسيا لا يمكنها التعايش مع "النظام" الأوكراني الحالي وستقاوم قوة حلف شمال الأطلسي طالما ظلت موسكو بحاجة إلى تحقيق أهدافها. وقال السفير في وزارة الخارجية الروسية المكلف بالمهام الخاصة بالجرائم الأوكرانية روديون ميروشنيك للصحفيين في موسكو إن "النظام الحالي خبيث للغاية، ولا نرى أي خيارات للتعايش معه في الوقت الحالي". وأضاف ميروشنيك أن أوكرانيا ارتكبت جرائم بحق مدنيين وأن حلف شمال الأطلسي زود أوكرانيا بأسلحة محظورة لكن الغرب سيفقد الاهتمام بأوكرانيا في نهاية المطاف. وقال ميروشنيك "يمكننا أن نقاوم حلف شمال الأطلسي طالما نحتاج إلى إنجاز المهام التي حددها الرئيس (الروسي)". إلى ذلك قالت روسيا أمس إن قوات من مشاة البحرية وسلاح الجو والمدفعية أحبطت محاولات أوكرانية جديدة للحصول على موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وعلى جزر عند مصب النهر في جنوبأوكرانيا. وقالت أوكرانيا هذا الشهر إن قواتها عبرت نهر دنيبرو وأقامت عدة نقاط عبور على ضفته الشرقية، لكن روسيا قالت إن قواتها قصفت المواقع الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة وفقدت معدات في محاولات فاشلة للوصول إلى جزر في نهر دنيبرو. ولم تتمكن رويترز من التحقق بعد من روايات أي من الجانبين عن ساحة المعركة. ولا يزال من غير الواضح حجم ونطاق المحاولات الأوكرانية للحصول على موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. ومن شأن عبور دنيبرو أن يجعل وحدات أوكرانية مكشوفة بين النهر والمستنقعات من جهة والخطوط الروسية شديدة التحصين من جهة أخرى. من جهته قال سلاح الجو الأوكراني أمس إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت صاروخاً وتسع طائرات مسيرة من إجمالي عشر مسيرات أطلقتها روسيا خلال الليل. وذكر سلاح الجو في بيان أن القوات الروسية أطلقت مسيرات إيرانية الصنع من الأراضي الروسية في عدة اتجاهات. من جهة أخرى أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وذلك بعيد وصوله إلى كييف في زيارة لم يتمّ الإعلان عنها مسبقاً. وبرلين، ثاني أكبر مورّد للمساعدات العسكرية لكييف بعد الولايات المتّحدة، تسعى إلى طمأنة الأوكرانيين الذين يخشون منذ اندلع النزاع بين إسرائيل وحركة حماس قبل شهر ونصف الشهر أن ينصرف اهتمام حلفائهم الغربيين عنهم. وتأتي زيارة الوزير الألماني بعد أن زادت وتيرة الغارات الجوية الروسية على أوكرانيا وفي الوقت الذي تتوقّع فيه كييف أن يزيد الجيش الروسي من استهدافه لمنشآت الطاقة الأوكرانية خلال أشهر الشتاء المقبلة. وهذه ثاني زيارة يقوم بها بيستوريوس إلى كييف منذ تولّيه منصبه في بداية العام. وتأتي زيارة الوزير الألماني غداة زيارة، لم يعلن عنها مسبقاً أيضاً، قام بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أوكرانيا. وإلى جانب جدول مباحثاته السياسية، وضع بيستوريوس إكليلا من الزهور في ساحة "ميدان" في وسط كييف في الذكرى العاشرة للتظاهرات المؤيدة للديموقراطية. كما من المقرر أن يزور مركزاً للتدريب العسكري. من جهتها أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار تشمل معدات للدفاع الجوي، تزامناً مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى كييف. وستموّل المساعدات الجديدة من مبالغ كان الكونغرس الأميركي وافق عليها ولكنها تنتظر تصويتاً على ميزانية جديدة لأوكرانيا بطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن، وما زالت عالقة بسبب معارضة أعضاء جمهوريين في الكونغرس. وتشمل حزمة المساعدات العسكرية أنظمة هايمارس وذخائر مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى ذخائر لأسلحة خفيفة، بحسب بيانات صادرة عن وزارتي الدفاع والخارجية. وطمأن وزير الدفاع الأميركي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين خلال لقائهما الى أن الدعم الأميركي لن يتوقف. وقدّمت الولاياتالمتحدة مساعدات بعشرات مليارات الدولارات منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كما تعهّدت مراراً دعم كييف طالما كان ذلك ضرورياً، غير أنّ هذا الوعد تقوّضه المعارضة المتنامية من قبل بعض المشرعين الجمهوريين. وقال أوستن لزيلينسكي إن "الرسالة التي أحملها لك اليوم هي أن الولاياتالمتحدة الأميركية إلى جانبك، وسنبقى معك لفترة طويلة". وأضاف "ما يحدث هنا في أوكرانيا، لا يهم أوكرانيا وحدها، بل يهم سائر العالم. ويهم بالتأكيد الولاياتالمتحدة الأميركية". وهذه الزيارة إلى كييف عبر قطار من بولندا، هي الثانية لوزير الدفاع الأميركي منذ الغزو الروسي لهذا البلد في شباط/فبراير 2022. من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني بزيارة وزير الدفاع الأميركي، معتبراً أنها "مؤشر مهم لأوكرانيا". وشكر زيلينسكي الكونغرس وكذلك الشعب الأميركي على الدعم. وقال خلال لقائه أوستن "نعتمد على دعمكم". وزير الدفاع الأميركي ملتقياً الرئيس الأوكراني ( ا ف ب )