استشهاد 12 جريحاً بالرصاص الحي والقذائف المدفعية استهدف الجيش الإسرائيلي فجر أمس الاثنين المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة بالرصاص الحي بشكل مباشر، والقذائف المدفعية في محيطه، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية قولها إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي بشكل مباشر على المستشفى الإندونيسي الذي يعج بالجرحى، بالتزامن مع قصف بالمدفعية في محيط المستشفى، ما أدى لإصابة عدد من القلسطينيين بجروح مختلفة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الاثنين استشهاد 12 شخصا في غارات على المستشفى الاندونيسي في غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة استشهاد 12 جريحا ومرافقا وإصابة العشرات جراء استهداف الاحتلال الاسرائيلي لمستشفى الاندونيسي. جاكرتا: الهجوم انتهاك واضح للقوانين الدولية ونددت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي الاثنين بهجوم إسرائيل على المستشفى الإندونيسي في غزة. وقالت مرسودي في بيان "الهجوم انتهاك واضح للقوانين الدولية الإنسانية. جميع الدول، وخصوصا الدول التي تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل، لا بد أن تستخدم كامل نفوذها وقدراتها لحث إسرائيل على وقف فظائعها". وكانت الوزارة أفادت الأحد بمقتل 41 فردًا من عائلة واحدة في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي بوسط مدينة غزة، ونشرت الوزارة قائمة بأسماء 41 شخصًا ينتمون إلى عائلة ملكة، قتلوا في هذه الضربة التي وقعت فجرا في حي الزيتون الذي شهد صباحًا مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس، وفق مراسل فرانس برس الذي أشار أيضًا إلى ضربات جوية. معارك عنيفة وسط القطاع.. وحملة اعتقالات في الضفة وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن ما لا يقل عن 70 شخصا لقوا حتفهم في مستشفى بجنوب قطاع غزة بعد هجوم جوي إسرائيلي بالقرب من المستشفى. وأضافت المنظمة في وقت متأخر من الأحد، نقلا عن طاقم عملها بالمستشفى، أنه تم علاج العشرات من المرضى، من بينهم أطفال ومراهقون لاصابتهم" بحروق بالغة" في مجمع ناصر الطبي. ووقع الهجوم في مدينة خان يونس على بعد كيلومتر من المستشفى، بحسب ما قالته المنظمة، وقد وصل 122 مريضا إلى المستشفى في أعقاب الهجوم. وقالت منظمة أطباء بلا حدود" المستشفى مكتظ بالمرضى". وبحلول منتصف يوم الأحد، أعلن المستشفى عن مقتل نحو 50 شخصا، وقال مصور لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن هناك صفوفا من أكياس الجثث. ولم يعلق الجيش الاسرائيلي على الفور على هذه التقارير. إلى ذلك تواصل القوات الإسرائيلية الاثنين توسيع عملياتها في شمال قطاع غزة فيما تستمر المباحثات الهادفة إلى الافراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس في مقابل هدنة في المعارك. وسجلت معارك عنيفة الأحد في وسط مدينة غزة بمشاركة دبابات اسرائيلية استهدفت بقاذفات صواريخ مقاتلي حماس فيما تكثفت الضربات الجوية مساء. وسمع أحد صحافيي وكالة فرانس برس في المكان قصفا جويا مكثفا وشاهد سحب دخان تتصاعد فوق مخيم جباليا للاجئين. وأفاد الجيش الإسرائيلي الأحد أنه عثر على نفق طوله 55 مترًا، يستخدم بحسب قوله "من أجل الإرهاب" تحت مستشفى الشفاء الذي يقوم بتفتيشه منذ الأربعاء بحثًا عن قاعدة عسكرية لحماس. كذلك، عرض مقطعين مصورين الأحد قال إنهما يظهران رهينتين يتم اقتيادهما إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد احتجازهما في السابع من أكتوبر. وفي أحد المقطعين، يظهر عدة أشخاص أربعة منهم على الأقل يحملون أسلحة وهم ينقلون على نقالة رجلا مصابا ممددا، بينما يظهر في المقطع الآخر شخص يبدي مقاومة أثناء مرافقته بالقوة داخل مبنى يشبه المستشفى. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في مؤتمر صحافي "هنا يمكنكم أن تروا حماس تحتجز رهينة في الداخل.. إنهم يأخذونه إلى داخل المستشفى" مضيفا أن المحتجزين من النيبال وتايلاند، ولم تتمكن وكالة فرانس برس على الفور من التحقق من صحة هذه المشاهد. ورفضت حماس المزاعم الاسرائيلية، ورد عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق قائلا إن "المقاومة نقلت العديد من أسرى الاحتلال للمستشفيات لتلقي العلاج". أضاف "نشرنا العديد من الصور حول ذلك، والآن الناطق باسم جيشهم يقدم الأمر وكأنهم اكتشفوا شيئاً عظيما". كذلك أعلن هغاري أن حركة حماس قتلت الجندية نوعاه مارسيانو البالغة 19 عاما داخل مستشفى الشفاء، وقال "وفقاً للمعلومات الاستخباراتية التي لدينا، معلومات استخباراتية ملموسة، أخذ مقاتلو حماس نوعاه إلى مستشفى الشفاء حيث قتلت بسرعة". من جهته أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين أمام وفد يضم وزراء خارجية من دول عربية ومسلمة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "الكارثة الإنسانية" التي تتكشف في غزة. وقال وانغ في كلمته الافتتاحية في بكين "فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت"، وأضاف وانغ أمام الدبلوماسيين أن "ثمة كارثة إنسانية تتكشف في غزة"، مشيرا إلى أن "الوضع في غزة يؤثر على كل البلدان في جميع أنحاء العالم ويعيد النظر في مبدأ الخير والشر والمبادئ الأساسية للإنسانية". وشدد على أن "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل ويتخذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذه المأساة". وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصًا بينهم أجانب، أخِذوا رهائن في هجوم حماس ونُقلوا إلى غزة. وأكد رئيس الوزراء القطري الأحد أن انجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس يتوقف على قضايا "بسيطة" و"لوجستية". وفي الأيام الماضية، ربطت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بين وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس. ويتزايد الضغط في إسرائيل على الحكومة التي ترفض حتى الآن أي وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن. وستلتقي عائلات الرهائن مساء الإثنين "مع حكومة الحرب الإسرائيلية بأكملها". وفي مدن ومحافظات الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية الإثنين 47 فلسطينيا، بينهم 13 عاملا من قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن الاعتقالات شملت 21 من الخليل و14 من طولكرم بينهم 13 عاملا من قطاع غزة، وستة من بيت لحم، وستة من نابلس ورام الله، وكانت هيئة الأسرى ونادي الأسير، قالت إن قوات الاحتلال صعّدت حملات الاعتقال منذ السابع من أكتوبر الماضي، بشكل غير مسبوق، وشملت الاعتقالات كل الفئات بما فيها الأطفال، والنساء، وكبار السن. وأشارت إلى أنه منذ مطلع العام الجاري، بلغت حالات الاعتقال أكثر من 6500 حالة.