كل الديانات والمجتمعات المختلفة تتفق على أن الأخلاق في شكلها العام مجموعة من القيم، يعتبرها الناس جاذبة للخير، طاردة للشر، وتعتبر شكلاً من أشكال الوعي الإنساني، بل أساسًا من أساسات الحضارة، والوسيلة الصحية لتعامل الناس مع بعضهم البعض. أما على مستوى الفرد، فهي حسن التعامل بالقول والفعل، فلا يوجد أي مبرر أن يكون الإنسان السوي سيئ الخلق في تعاملاته مع الآخرين. ولا يختلف على مبدئها إنسان يعيش على كوكب الأرض، فالقاعدة العامة في تعاملاتنا هي تقديم حُسن الخلق والاحترام المتبادل. وتكون الأخلاق في حالة من الوجوب المضاعف لمن أحسن إليك، وأخلص لك، وقام بالوقوف معك، ومساندتك بأي شكل من أشكال الدعم. وما أريد التطرق إليه هنا هو الحديث عن فئة تعاني من مرض يصعب علاجه، ولا يوجد سبب لتشكُّله سوى الحسد والغيرة، وتمني الشر للآخرين، ومحاربة نجاحاتهم. فالمصابون بالمرض الجسدي والنفسي وحتى العقلي، لا حول لهم ولا قوة، نرجو لهم الشفاء والتغلب على مرضهم. أما مرضى الأخلاق، فلا علاج لهم، ولا مبرر دينيًا أو عرقيًا أو اجتماعيًا سوى ما ذكرت آنفًا. (مرضى الخُلق) هم من ينشئون حسابات مختلفة عبر منصات برامج التواصل الاجتماعي؛ للهجوم على المملكة العربية السعودية، ومحاربتها في كل منجز، وكل ما تقدمه الحكومة لشعبها، وللمقيمين والسياح والزوار. فتجد من يهاجم الرياضة؛ لأنها أصبحت أنظار العالم وهي تستقطب نجوم عالميين، وتجد من يطعن بهيئة الترفيه؛ لأنها نظمت مواسم وفعاليات ترفيهية حسنت من جودة الحياة، وجذبت العالم، وتجد من يتحدث بالسوء عن شعب المملكة، وتجد من يشكك حتى بالنوايا، وستجد منهم الجاحد المنكر لكل ما قدمت الدولة من مساعدة الأشقاء العرب منذ أن تأسست حتى الآن. وعند مناقشتهم؛ ستكتشف أولاً ضحالة فكرهم، وسوء أخلاقهم، وسيظهرون حقدهم، بالرغم من وجود أقارب أو أصدقاء لهم قدموا للعمل هنا وكسبوا لقمة عيش كان لها أثر على أقاربهم ومن حولهم فبنوا البيوت، وكوّنوا الأسر، واستثمروا في بلدانهم، وكلها بعد الله لما وجدوه من بيئة محفزة مشجعة للعمل، ولسنا بحاجة لضرب أمثلة لأفراد وأسر من جنسيات مختلفة على مستوى العالم، حالهم أصبح شاهدًا على كلامنا. وستجد على النقيض الظاهر في حديثهم خابت أمانيهم، ورد الله كيدهم عليهم، فمن يُعادي هذه الدولة الكريمة هو عدو لنفسه قبل أن يكون عدوًا لمجتمعه وحتى وطنه. وبحديثي هنا لست مضطراً لأن أري البصير الشمس كيف تبدو ساطعة، ولست بحاجة لأريه جمال البدر فنظره لن يتعدى مساحة الأصبع. المملكة العربية السعودية التي سطّرت مواقف تاريخية مشهودة لا يحجبها غربال من ناحية المواقف الإنسانية، ومساعداتها للشعوب العربية والإسلامية، وحتى دول أخرى عديدة تقف معها في الأزمات والكوارث، وتمدّهم بالمساعدات، ولعل مساعدات مركز الملك سلمان الإغاثي دليل لمن لديه من العقل والمنطق الشيء اليسير. من يحاربون المملكة العربية السعودية الآن هم الذين يصفونها بعدم التطور والبداوة -وإن كان هذا الوصف فخراً وليس بعيب كما يظنون-، فمنذ أن قامت السعودية وهي تواكب كل جديد، والحاضر يشهد لها ولما وصلت إليه من مكانة قوية لم يسبق لأي دولة عربية، ولا حتى من دول الشرق الأوسط أن وصلت إليه. ولكن المصابين بمرض سوء الخلق والألفاظ السيئة حكموا على أنفسهم بالفشل، وعلى إنسانيتهم بالدمار، ومكانهم في مزبلة التاريخ، فلن ترضى عنهم أجيالهم، ولن تفخر بهم. أما نحن فنزداد فخراً على فخر، وقد اتجهت إلينا أنظار العالم بانبهار وإعجاب في كل المجالات، وعلى الصعد كافة. ويزداد فخرنا بكل ما تنجزه حكومتنا بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد المُلهم محمد بن سلمان -حفظهما الله-. ولن ينسى التاريخ موقف حكومة المملكة في تعاملها مع جائحة كورونا، وعلاجها لكل من يقطن على أرضها دون تمييز. ومهما طال الحديث فلن يقتنع مرضى الخُلق؛ لأن قلوبهم امتلأت بالحسد والحقد، ولسنا بحاجة لاسترضائهم أو إقناعهم، ولكن الأسئلة المهمة، ماذا لو أتيح لهم هذا التطور والتقدم؟ كيف ستكون آراؤهم؟ وكم من الكلمات والعبارات التي سيشكلونها مديحاً وفخراً وتباهٍ ببلدانهم؟ وكيف سينظرون إلى غيرهم وإلى الذي سينتقدهم؟ أخيراً، رسالة بلا تحية إلى مرضى الأخلاق: أنتم عار على الحضارة البشرية، وأعداء للإنسانية، وما نطقت ألسنتكم، وكتبت أيديكم سيبقى شاهدًا عليكم؛ لتكونوا أضحوكة للعالم كله، يملؤكم الحسد والغيرة، وتمنوا أن يجد الطب دواءً يداويكم.