شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الخمس الأخيرة توجهًا غير مسبوق نحو التحول الرقمي، وبات التحول الرقمي ضمن أهم أولويات الدول والشركات التي تطمح لدفع النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والاستدامة. والآن نرى الاعتماد المتزايد على تقنيات جديدة مثل السحابة، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع المختلط وغيرها من التقنيات المتطورة. وبسبب الانتقال السريع للمنطقة نحو التحول الرقمي شهدنا تطورًا ملحوظاً لمشهد التهديدات، حيث أشارت الإحصاءات إلى ارتفاع متوسط تكلفة اختراق البيانات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ليصل إلى حوالي 7.8 مليون دولار، وهو الأعلى على مستوى العالم. كما أصبح مجرمو الإنترنت أكثر تقدماً وأشد خطراً لاقتناص أي فرصة تمكنهم من اختراق الكميات الهائلة من البيانات والمعلومات المنقولة. ولذلك، فإن الحاجة إلى حلول أمنية فعّالة وقوية أمر أساسي لمكافحة التهديدات الحالية وضمان أمن المنطقة وازدهارها. وبشأن هذا التطور صرح الدكتور معتز بن علي، نائب أول للرئيس والمدير الإداري لشركة تريند مايكرو في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ودول آسيا الوسطى وروسيا وأفريقيا قائلًا: "يتسم مشهد الأمن السيبراني في المنطقة بالعديد من المتغيرات المعقدة والتي تحمل في طياتها مختلف التحديات، ولكنها تمثل أيضًا فرصًا واعدة للنمو. ويعد تطور مشهد التهديدات بشكل مستمر بالتزامن مع زيادة تعقيد المنهجيات التي تعتمدها الجهات الفاعلة الخبيثة، من أبرز التحديات الراهنة، مما يتطلب ضرورة اعتماد حلول الأمن السيبراني الناجحة لمواجهة التهديدات المتطورة بشكل شامل. ولم تكن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بمعزلٍ عن هذه التغيّرات أيضاً، لا سيما في ضوء الزيادة الهائلة في أحجام البيانات التي يجري نقلها عبر الوسائط الرقمية." وشدد الدكتور بن علي على التزام شركة تريند مايكرو الراسخ نحو المضي قدمًا بإجراءات استباقية لحماية المؤسسات المحلية في ظل الارتفاع الملحوظ للتهديدات السيبرانية التي تستهدف منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا قائلًا: "تواصل تريند مايكرو التزمها نحو تعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التحديات الراهنة في ظل تزايد التهديدات الأمنية"، حيث كشف تقرير الشركة الخاص بالنصف الأول لعام 2023، عن رصد الشركة وحجبها لأكثر من 475 مليون تهديد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما كشفت تريند مايكرو أيضًا عن حوالي 39 مليون تهديد، منها أكثر من 12 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني، وذلك في النصف الأول فقط من العام الجاري مما يعكس الحاجة إلى امتلاك بنية تحتية قوية للأمن السيبراني." وعلى الصعيد المحلي، أشاد بن على إنجازات المملكة العربية السعودية في مجال الأمن السيبراني قائلًا: "لقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا لافتًا، بعد حصولها على المركز الثاني عالميًا من بين 193 دولة، وتتبوأ المرتبة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، وفقًا للمؤشر العالمي للأمن السيبراني." وأضاف: "في ظل اتجاه الدولة نحو الرقمنة في كافّة خدماتها، ارتفعت معدلات الهجمات الإلكترونية ومخاطر اختراق البيانات مما جعل المملكة أكثر حرصًا على توفير بيئة آمنة للبيانات والعمليات الرقمية من خلال نظام أمني قوي. وهنا يأتي دور الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في وضع الاستراتيجيات وتنفيذها والإشراف عليها. وجاءت رؤية المملكة 2030 متماشية مع الأهداف الرامية إلى تعزيز الأمن السيبراني، ودعم استخدام تقنيات المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية." وسلط بن علي الضوء على دور تريند مايكرو الرائد في تعزيز مستوى الأمن السيبراني في المنطقة والتصدي للهجمات الجديدة قائلًا: "تزامنًا مع تطور التهديدات السيبرانية، تلتزم تريند مايكرو بابتكار الحلول الأمنية ومنصات الوقاية من التهديدات الرائدة لحماية البنى التحتية الرقمية عبر مختلف البيئات السحابية والخوادم والشبكات والأجهزة، بما يُعزز إمكانات الكشف عن التهديدات والاستجابة لها. ولقد قمنا بتطوير حزمة من الحلول الأمنية المختلفة القابلة للتكيف مع التطورات المستقبلية بما في ذلك الحلول المستندة إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والحلول التي تدعم نموذج العمل عن بُعد مثل Trend Micro Cloud One المعتمد على نهج الثقة الصفرية لتعزيز مستوى الأمن السحابي، كما تحرص أيضًا على تطوير الحلول المرتبطة بإنترنت الأشياء، وذلك لضمان مستقبل أكثر أمانًا في ظل تطور المشهد السيبراني المعقد." وأضاف: "تتفوق الشركة في تقديم حلولاً مصممة خصيصًا لمختلف المستهلكين والشركات في القطاعات المختلفة والحكومات، وذلك بهدف حماية مراكز البيانات وبيئات الحوسبة السحابية والشبكات والأجهزة. وتعمل جميع منتجات الشركة معاً لتحقيق تبادل سلس للمعلومات، وتوفير دفاع متصل ضد التهديدات مع سهولة في النشر والإدارة المركزية بشكل يتيح حماية أفضل وأكثر سرعة. وقد حصدت الشركة العديد من الجوائز والاشادات تتويجًا لالتزامها واستجابتها المتميزة لاحتياجات الصناعة. وتشمل هذه الاشادات جائزتي "القائد الأفضل على مستوى القطاع" و"الرائد الأفضل في صيف 2023" المقدمة من G2 Grid، ولم تقتصر الإشادة على ذلك، فقد حظيت المنصة أيضًا على تقدير خاص في دعم الشركات الصغيرة لتحصد في هذا السياق جائزة "النظام الأعلى أداءً". وفي الختام أشار بن علي إلى التوقعات بشأن مستقبل الأمن السيبراني حيث قال: "توقعت دراسة حديثة أجرتها شركة الدراسات والأبحاث «غارتنر»، نمو معدل الإنفاق على المنتجات والخدمات المتعلقة بأمن المعلومات وإدارة المخاطر بنسبة 11.3%، لتبلغ أكثر من 188.3 مليار دولار بنهاية عام 2023. ونظراً لقيام المزيد من الشركات بالاستثمار في الحلول لحماية أصولها الرقمية، فإن مشهد الأمن السيبراني في الشرق الأوسط يشهد تطوراً وتغيراً مستمراً. ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمي على المنتجات والخدمات الأمنية 174.7 مليار دولار بحلول عام 2024، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.1% من 2020 إلى 2024. مع العلم أن القطاعات الثلاثة الأكثر إنفاقًا على الأمن السيبراني هي البنوك والتصنيع والحكومات. ومن المتوقع أن ينمو سوق التأمين الالكتروني العالمي إلى 20.4 مليار دولار بحلول عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 21.2%. كما توقعت دراسة حديثة لشركة «سايبر سيكيوريتي فينتشرز» الأمريكية أن تزداد تكاليف الجرائم الإلكترونية العالمية بنسبة 15% سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 10.5 تريليونات دولار سنوياً بحلول عام 2025، مقارنة ب 3 تريليونات دولار في عام 2015، وهو ما يمثل أكبر تحويل للثروة الاقتصادية في التاريخ، وأكبر خطر يهدد الابتكارات والاستثمارات. "