استكمالاً لمسيرة تحقيق القوة والنهوض في المنطقة من خلال السلام والتكامل، وحرص المملكة على تعزيز الترابط مع كافة التجمعات الكبرى حول العالم لدعم وترابط العالم العربي والشرق الأوسط مع هذه التكتلات، تتجه أنظار العالم اليوم 10 نوفمبر إلى الرياض عاصمة القمم والقرار حيث تعقد القمة السعودية - الأفريقية.. أفريقيا أو الماسة السمراء تلك البلاد التي تشهد على الغرب المتحضر بخداع ديموقراطيته مزاعم مساواتها وعدالتها؛ فلكل دولة من هذه الدول المتقدمة موضع يد في القارة السمراء، يُسام أهلها في استقلالهم وقوتهم وثروات بلدانهم وغذاء وعلاج شعوبهم، ونتذكر جميعاً وقع كلمة وزير الطاقة السعودي التي كانت تحمل في طياتها دلالات أكبر من مجرد رد لإفحام السائل المقابل، وهو الكبير خبرة وعقلاً وبلاغة وحكمة في سوق الطاقة فلعل تلك الكلمة تعد بمزيد من الالتفات لبلدان أفريقيا استثماراً حقيقياً فاعلاً وتنمية حقيقية فعلية! أفريقيا السعيدة بتصريح وزير الطاقة السعودي سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والذي أشار فيه إلى "حق قارة أفريقيا في الخروج من فقر الطاقة والحصول على المزيد من الطاقة، والمزيد من الإنتاجية، والمزيد من الازدهار، وأنه يجب أن يكون التركيز على مصدر موثوق وميسور التكلفة لقوة التوزيع الأساسية لإخراج الأفارقة من فقر الطاقة. فهذه قضية أخلاقية وقضية حقوق إنسان واجب أخلاقي وإنساني ينبغي السعي نحوه". علّق الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي على كلام مراسلة CNBC في أكتوبر 2022م والتي قالت فيما لو أن قرارات أوبك ستتسبب بفقر الطاقة في أوروبا وأمريكا، فردّ الأمير عبدالعزيز قائلاً: "فقر الطاقة ليس أن يحتار ملاك (سيارة) فراري أي نوع وقود يستخدمون بنزين أو ديزل أو كهرباء، فقر الطاقة أن يطبخ الملايين في أفريقيا وآسيا طعامهم على الحطب"! أفريقيا تعد موطناً لواحدة من أقدم الحضارات في العالم، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما بلغت الحضارة العربية والإسلامية في أفريقيا ذروتها في العصور الوسطى، وكان للإسلام تأثير عميق على الثقافة والمجتمع الأفريقي، ولا يزال هذا الناقل الثقافي يجمعنا مع القارة الأفريقية بعلاقات متينة وتعاون وثيق على مر العصور، دون غيرها من القوى العظمى. وموقع القارة الأفريقية وأهميته يشير إلى أن القضايا الأمنية في أفريقيا لا تؤثر فقط على تنمية أفريقيا، بل لها تأثير عميق على المشهد السياسي الدولي، لطالما كانت قضايا الصراع والأمن ومكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية محط اهتمام المجتمع الدولي، والتي كان لها تأثير كبير على تنمية القارة الأفريقية. في المقابل تشهد المرحلة الحالية قفزات سعودية يقودها ولي العهد من خلال عقد العديد من القمم واطلاق المبادرات وعقد الاتفاقيات والشراكات وترسيخ السلام في المنطقة والعالم وبناء خطط التطوير الاقتصادية المشتركة الضامنة للاستدامة، محاولة المملكة العربية السعودية أن تكون جميع تلك الدول شريكة في الرؤية السعودية الواعدة للمنطقة كلها، بل تأثيرها سيكون عالمياً، ولذلك تتطلع الشعوب والقيادات جميعاً إلى ما سيحصل في السعودية مع اقتراب عام 2030، وهذه المدة وإن كانت طويلة إلا أنها تستحق لما ينتظر من مشاريع جبارة ستغير وجهة المنطقة كاملة، ويستوي في المراقبة الصديق القريب والعدو البعيد، بغض النظر عما يتمناه كل فريق منهما، ومن الجدير بالملاحظة أن المملكة العربية السعودية لا تستهين بأي دولة وتنظر بعين العقل الثاقب لما تتميز به تلك الدول وتحاول الاستفادة منه وبناء العلاقات الدبلوماسية على غراره، وهذا ما جرى مؤخرا سواء مع روسيا وإيران بشأن النفط، وتركيا بشأن الطائرات بدون طيار، والقائمة تطول وتزداد لتشمل العديد من الدول التي ستنضم إلى مسيرة تحقيق الرؤية الشاملة. واستكمالاً لمسيرة تحقيق القوة والنهوض في المنطقة من خلال السلام والتكامل، وحرص المملكة على تعزيز الترابط مع كافة التجمعات الكبرى حول العالم لدعم وترابط العالم العربي والشرق الأوسط مع هذه التكتلات، تتجه أنظار العالم اليوم 10 نوفمبر إلى الرياض عاصمة القمم والقرار حيث تعقد القمة السعودية - الأفريقية. ولطالما كانت ولا تزال القيادة السعودية تتطلع أن يمتد خيرها إيجابياً على محيطها وعلى العالم أجمع، ليس تبرعاً كما اعتادت الدول الغنية أن تعطي للفقيرة عطاء مجرداً قد لا يفي بمتطلبات تلك البلدان، بل هو العطاء المتكامل والبناء المنظم الذي يقيم أود تلك البلدان بما لديها من ثروات ومواقع جغرافية تضمن لها الانتاج والاكتفاء إن وجدت من أبنائها إصراراً وعزماً على تغيير واقعهم والاستثمار الأمثل لمواردهم.. هذا ما تريد السعودية تعزيزه لدى تلك البلدان فالتكامل لا يستمر بتفرد قطب أو دولة أو حلف بالقوة والطاقة بل الاستمرار هو بإعطاء كل بلد حقه وما يناسبه من فرص الانتاج والتنمية، وذلك ليس منة بل هو ما تستطيعه فعلا وفي حدود طاقتها.