من مصانع مهجورة وخربة، إلى متاحف مفتوحة ومراكز للتعليم والسياحة والترفيه تستقبل مئات الألاف من السياح سنوياً مكنت العشرات من التوظيف، هذه فكرة تحويل مصنع منسوجات تاريخي موغل في القدم إلى واجهة سياحة ومعلم حضاري في مدينة أضنه جنوبتركيا. التجربة التي رصدتها الرياض هناك كشفت أن المصنع القديم في قلب المدينة أصبح مؤسسة ثقافية ومنارة علمية ودارة تاريخية لحفظ التاريخ حيث تم ترميمه وفتح أبوابه للزوار في مايو 2017. وقال المرشد السياحي أبراهيم يحيى ل"الرياض": "يعد متحف أضنه للآثار، أحد أقدم عشرة متاحف في تركيا، وأكبر متحف في الشرق الأوسط، والذي يغطي مساحة إجمالية قدرها 68500 متر مربع، ويهتم متحف علم الاثار في اضنة بتراث الحرف اليدوية القديمة عبر تخصيصه لمنطقة تعرض باقة لافتة من المشغولات اليدوية القديمة، ومن ضمنها، الأواني الفخّاريّة". وأشار يحيى إلى أن متحف أضنه لم يعد متحفاً فحسب بل مركزاً يحتضن البازارات والمعارض والمناسبات وورش العمل وحلقات النقاش. وبين تاريخا صناعيا موغلا في القدم في المملكة العربية السعودية، يمتد لعقود طويلة يتجاوز نصف قرن من الزمن، بدءاً من المرحلة التي زامنت اكتشاف النفط، حيث الركيزة الأولى التي قامت عليها الصناعة الحديثة في المملكة، وبين حاضر مشرق ومستقبل مضيء تعيش فيه الصناعات السعودية عصرها الذهبي، تبرز فكرة إنشاء المتحف الصناعي السعودي والمعارض المتنقلة، بين مدن المملكة، لإبراز تاريخ الصناعة السعودية لأجيال اليوم، وكيف تحولت من مصانع تقليدية إلى وجهة صناعية عالمية، تهدف إلى تنويع القاعدة الصناعية، والاقتصادية، وحماية الاقتصاد الوطني، وتحويل المملكة لقوة صناعية رائدة، ومنصة لوجستية دولية، في عدد من المجالات الواعدة، من خلال توليد فرص عمل للمواطن السعودي، وتعزيز الميزان التجاري، وتعظيم المحتوى المحلي، وتوفير التمويل المطلوب، وتطوير البنية التحتية والأراضي الصناعية، والتوسع في تطبيق إجراءات الرقمنة، وتوطين التقنيات الخاصة بالصناعة، وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مما سيسهم في الانتقال نحو اقتصاد المعرفة. قبل أكثر من خمسين عاماً من الآن بدأت عملية التنمية في القطاع الصناعي أولى خطواتها عقب اكتشاف النفط وتصديره بكميات تجارية، بفضل العوائد النفطية ودورها في إمكانية تحسين الأوضاع الاقتصادية. ولا أدل على عمق التاريخ الصناعي السعودي من أن إنشاء أول صندوق للتنمية الصناعية السعودية كان في عام 1974م وذلك لتمويل ودعم وتنمية القطاع الصناعي عن طريق تقديم قروض متوسطة أو طويلة الأجل، لتأسيس مصانع جديدة، أو تطوير وتحديث وتوسعة مصانع قائمة، إضافة إلى تقديم المشورة في المجالات الإدارية والمالية والفنية والتسويقية للمنشآت الصناعية بالمملكة. في عام 1975م تم تحويل المشاريع الصناعية والبتروكيماوية إلى وزارة الصناعة والكهرباء حينها، وفي العام نفسه تم إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع والتي تُعنى بتطوير مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين لتكونا شاهدتين على نهضة صناعية وتحول كبير في القطاع، تلاها إنشاء شركة سابك في عام 1976م، وكان من أهدافها تبنّي المشروعات الصناعية الضخمة، والعمل على دعم وتنمية الصناعات السعودية، وأصبحت الشركة حالياً شركة رائدة عالميّاً في مجال صناعة البتروكيماويات. المرشد السياحي أحمد القريبي يرى أن أنشاء المتحف الصناعي السعودي وثبة جديدة لتنويع قطاعات الترفيه والتعليم والسياحة وسيكون قناة يطل من خلالها أبناء المملكة وزوارها على تاريخ الصناعة السعودية وأهم الملامح التطويرية في هذا الشأن.