لا شك أن اهتمام مسؤولي الجامعات وحرصهم على مواكبة جامعاتنا للتطورات التي تشهدها جامعات العالم ينبئ عن أمل أن يعلم أبناء الوطن خاصة من هم على كراسي الدراسة، أن من الأهمية بل من الواجب على كل مدرك الحرص على تهيئة هؤلاء الشباب الدارسين في الجامعات ليقوموا بدورهم في خدمة الوطن حال ما يكونوا جاهزين للعمل ومن هنا أنادي جميع مديري الجامعات الحكومية وغير الحكومية للحرص على توطين التعليم بجامعاتهم وفقاً لرؤية 2030 المباركة، وأن تتوسع تلك الجامعات باستقطاب معيدين من أبناء الوطن بأعداد كبيرة خاصة ممن تغربوا إلى مختلف دول العالم لينهلوا من العلوم والمعرفة وعادوا حاملين مصابيح العلم على أمل أن يجدوا أماكن لهم في خدمة أبناء وطنهم ومن أجل كل هذا أتمنى التسريع بتوطين التعليم الجامعي كغيره من مؤسسات الدولة، ولكن قبل هذا نريد من جامعاتنا الاهتمام بالاستفادة من أبناء الوطن حتى ولو لم يحملوا الدكتوراه، إذ يجمل بنا أن نتواضع فنرحب بمؤهل البكالوريوس والماجستير ونمنحهم الفرصة ليكونوا معيدين ولإلقاء المحاضرات في السنوات الأولى الجامعية، ولكن بعد التأكد من إمكانيات الشخص والتحقق من قدراته لملء الكرسي بواسطة لجنة عليا في كل جامعة خاصة بهذا المنحى، فما عملته وزارة المعارف في السبعينات والثمانيات وحتى التسعينات من افتتاح معاهد للمعلمين لتخريج معلمي المرحلة الابتدائية وثم المتوسطة فما هي إلا سنوات حتى أصبح أكثر من 90 % من معلمي فصول المدارس الابتدائية من أبناء الوطن ومن ثم تلا ذلك معلمو التعليم المتوسط، فتلك كانت طريقة سلسة لتوطين التعليم في تلك المرحلتين، ومن جانب آخر أتمنى على الجامعات تسهيل نقل الطالب من جامعة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى مما يستدعي تقدير ظروفهم الأسرية والخاصة، فمثلاً كيف بطالب يدرس في جامعة المجمعة وأسرته تقطن في الرياض بمعنى سيتوجه في نهاية كل أسبوع إلى أسرته، ولكن إذا كانت العين بصيرة واليد قصيرة فماذا سيفعل إذا لم يملك سيارة ولا بإمكانه الحصول عليها واستخدام القطار مكلف 150 ذهاباً ومثلها عودة، لذا لا أرى حرجاً في تسهيل أمر انتقاله إلى أي من جامعات الرياض خاصة إذا كان تخصصه متوفراً في الجامعة المراد الانتقال إليها ومثل هذا عكسياً، وإن سألنا عن سبب تشتت الأبناء فهو عملية القبول الجماعي للجامعات وتوجيه المتقدم إلى جامعة في مدينة غير مدينة مقر أسرته، ولذا أرى في حال عدم تسهيل الانتقال أن يكون القبول لكل جامعة مستقلاً عن الأخريات كما كان سابقاً، ولكن تتفاوت بداية أيام قبول التسجيل من أجل إيجاد فرصة لمن لم يقبل بتلك الجامعة ليتقدم إلى جامعة أخرى وكون الطالب لا يجد قبولاً في الجامعة يعتبر أمراً مقلقاً له ولأسرته، فاللهم علمنا وانفعنا بما علمتنا.