أدى إعصار أوتيس الذي ضرب ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، ولا سيما منتجع أكابولكو الشهير، إلى مقتل 48 شخصاً وفقدان ستة آخرين الأحد، بحسب السلطات التي بدأت توزيع المساعدات الإنسانية. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 43 قتيلاً ، قضى معظمهم غرقاً، لكن تم الإبلاغ بعد ذلك عن مقتل خمسة آخرين في بلدة كويوكا دي بينيتيس المجاورة لأكابولكو في جنوب غرب المكسيك. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إن 263 أجنبيًا كانوا في الميناء عندما ضرب الإعصار، من بينهم 34 أميركياً و18 فرنسياً و17 كوبياً. عُثر عليهم سالمين وغادروا جميعاً أكابولكو. وذكرت وسائل اعلام أن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور حلق فوق المنطقة المنكوبة الأحد وتحدث مع المسؤولين عن عمليات الإغاثة. وكان إحصاء الضحايا بطيئاً بعدماً أدى الإعصار إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات التي عادت تدريجيا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وضرب الإعصار الذي صنف بدرجة 5، المدينة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مما أدى إلى إلحاق أضرار واسعة في أكابولكو البالغ عدد سكانها نحو 780 ألف نسمة، والتي تعتمد بشكل أساسي على السياحة. كذلك تم نهب المتاجر بانتظار تلقي المساعدات. وأكدت حاكمة ولاية غيريرو، إيفلين سالغادو، على موقع إكس (تويتر سابقًا) «إننا نحرز تقدماً في توزيع المساعدات الإنسانية بشكل فعال». وبدأ توزيع المساعدات المقدمة من الحكومة والمنظمات غير الحكومية بعد ظهر الجمعة، بعد إعادة فتح المطار واستئناف الحركة على الطرقات. وبانتظار وصول المساعدات تضامن السكان في ما بينهم لإصلاح الأضرار وإزالة الركام. وقال ميغيل أنتراكا (60 عاما) الذي ذهب إلى الشاطئ لتفقد متجره الصغير المدمر، لوكالة فرانس برس «فيما يتعلق بالمساعدة، لم نحصل على أي شيء من السلطات». واشار الرجل الذي شهد أعاصير في الماضي «إنها كارثة، لم يحدث ذلك من قبل، الأعاصير كانت أقل حدة». وتحولت أوتيس بشكل مباغت من عاصفة استوائية إلى إعصار بقوة 5 درجات في غضون ست ساعات قبالة السواحل المكسيكية على المحيط الهادئ. وضرب اليابسة مع رياح سرعتها 270 كيلومترا في الساعة. ثم تراجعت قوة الاعصار مع تقدمه نحو المناطق الداخلية، لكن الأمطار الغزيرة استمرت في ولايتي غيريرو وواهاكا، وهما من أفقر الولاياتالمكسيكية. والسرعة التي تشكل بها الإعصار لم تمهل السكان الوقت الكافي لحماية متاجرهم ومنازلهم وفنادقهم، ولا لتخزين الماء والغذاء. وانضمت إيفا لوس فارغاس (45 عاماً) إلى جيرانها للبدء في إزالة الركام. لكن فارغاس التي تبيع تذكارات للسياح، تشعر بالقلق بشأن المستقبل. وقالت «نريد من الحكومة أن تساعدنا لأن الوضع صعب للغاية». وأحصت الحكومة الفدرالية تضرر أكثر من 273 ألف منزل و600 فندق، ولا يزال 12 طريقًا سريعًا بالاضافة إلى طرق فرعية عدة مغلقة. وأظهر تقدير أولي لخبير في تحليل المخاطر في شركة إنكي ريسيرتش أوردته وسائل إعلام عدة من بينها وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن كلفة الأضرار قد تصل إلى 15 مليار دولار.