يشهد التاريخ على ما قدمته المملكة العربية السعودية من مجهودات من أجل القضية الفلسطينية، تلك القضية التي تمس كيان كل مواطن عربي ومُسلم، فدائمًا كانت المملكة العربية السعودية تعمل لصالح الشعب الفلسطيني، وتهُب بالمساعدة كلما اشتدت الأمور عليهم قسوة، ولم تتراجع عن موقفها الثابت من دعم الشعب الفلسطيني وحقهم في العيش على أرضهم في أمان مُستمر. وخلال الأيام الماضية اعتصر الألم قلوب أمتنا العربية جراء ما لحق من استهداف لأخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني، فبعد الهجوم الذي شنته حماس ضد قوات الاحتلال، كان الرد من الجانب الإسرائيلي غير إنسانيًا، فكانت رصاص الاحتلال تتبع المواطنين المدنيين، وتُداهم الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم. ولأن الأمر كان شائكًا وشابه تدخل العديد من الأطراف الدولية، مثل الولايات المُتحدة وإرسالها حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط، وكذلك في وجود تهديدات إسرائيلية تعمل على تهجير سكان غزة، كان للمملكة العربية السعودية موقفها الحاسم والقاطع، هذا الموقف الذي يعمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إيصاله إلى العالم أجمع، وقد أعلنها صراحة « لا لاستهداف المدنيين»، فنراه يُجري اتصالات موسعة ولقاءات مُكثفة من أجل الوصول إلى حل من شأنه العمل على تهدئة الأمور والوصول إلى حل بعيدًا عن صوت الرصاص، ورائحة الدماء. أما عن موقف شعب المملكة فكان دائمًا كعادته نبيلًا وطنيًا، مُسقى بماء الوحدة العربية والإسلامية، فتسابق الشعب للتبرع من أجل توفير مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي أخرج الكثير من الدعوات لقادة الأمة العربية والإسلامية من أجل نصرة فلسطين وشعبها. تمر الأيام وتتغير الأمور، ولكن يبقى لدى شعب المملكة العربية السعودية يقينًا لن يتغير أبدًا بأن فلسطين دولة عربية عاصمتها فلسطين، وإن النصر قادم لا محالة.