أكد حلف شمال الأطلسي الجمعة أن طائرتين مقاتلتين روسيتين "اقتربتا بشكل خطير وغير احترافي" في وقت سابق من هذا الأسبوع من سفن للناتو في بحر البلطيق تجري عملية روتينية. وأوضحت القيادة البحرية للحلف الأطلسي أن الحادث وقع صباح الثلاثاء عندما اقتربت طائرتان روسيتان من هذه السفن "على ارتفاع 300 قدم (91 مترا) ومسافة 80 ياردة (73 مترا)" دون أن يرد الطياران على الاتصالات. وأضاف البيان أن الناتو اعتبر حادثة الاقتراب "خطيرة وغير مهنية لأنها تمت في منطقة خطر معروفة، تم تفعيلها لتدريب الدفاع الجوي، ونظراً لمستوى ارتفاع الطائرات وقربها، زادت من خطر ارتكاب أخطاء في الحسابات وسقطات وحوادث". ولفت البيان إلى أن قوات الناتو "تصرفت بمسؤولية" أمام هذه الحادثة، تنفيذاً للأنظمة البحرية. وتابع أن "الحلف سيرد بشكل مناسب على أي تداخل مع النشاط الشرعي للناتو في المنطقة من شأنه تعريض سلامة طائراتنا أو سفننا أو طاقمها للخطر. الناتو لا يسعى إلى المواجهة ولا يمثل أي تهديد". وازدادت المخاوف من وقوع اشتباك بين الجانبين هذا الأسبوع بعد مقتل شخصين بصاروخ في بولندا المجاورة لأوكرانيا والعضو في الحلف، بسبب صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني. وفي السياق بات نحو نصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا "خارج الخدمة" في أعقاب الضربات الروسية منذ أوائل أكتوبر، في وقت طالبت كييف الجمعة ب"دعم إضافي" من حلفائها الأوروبيين. ويأتي ذلك فيما اتهمت روسياأوكرانيا بأنها أعدمت "بوحشية" أكثر من عشرة من عسكرييها بعد أسرهم، مندّدة ب"جريمة حرب". واستبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، قائلًا إنّها لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الأمور. وقال زيلينسكي في تصريحات بُثّت في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن إنّ "روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة وفترة راحة لاستعادة قوّتها. يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنّه نهاية للحرب، لكنّ مهلة كهذه لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الوضع". وأضاف "السلام الحقيقي فعلًا والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلّا عبر التدمير الكامل للعدوان الروسي". وبعد أكثر من شهر ونصف شهر على بدء عمليات القصف بالصواريخ أو بطائرات مسيّرة انتحارية، تبدو الأضرار التي لحقت بشبكة الطاقة الأوكرانية كبيرة. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال إنّ "نحو نصف" البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا "خرج عن الخدمة". ودعا في مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، الاتحاد الأوربي إلى تقديم "مزيد من الدعم" في مواجهة هذا الوضع، خصوصاً "من أجل شراء كميات إضافية من الغاز". وفي بداية الشتاء، سيعاني كثير من الأوكرانيين انقطاعا كبيرا أو تاما للتيار الكهربائي في وقت تساقطت أول ثلوج الخميس في البلاد. وقالت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينيرغو" الجمعة، "يتم فرض تقنين لساعات عدة في كل أنحاء أوكرانيا خلال النهار"، وذلك غداة إعلان زيلينسكي مساء الخميس أنّ "عشرة ملايين من الأوكرانيين" حُرموا الكهرباء. * "جريمة متعمّدة" - من جهتها، اتهمت روسياأوكرانيا بارتكاب "جريمة حرب"، كاشفة أنّ قوات كييف أعدمت "بوحشية" أكثر من عشرة من عسكرييها بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن الأمر يتعلق ب"قتل متعمد ومنهجي لأكثر من عشرة جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم". جاء ذلك بعد نشر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنها تظهر جثث العسكريين الروس القتلى بعد استسلامهم للتو، ممددة على الأرض. من جانبه أعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، أن قوات التحالف الروسية المشتركة تتقدم على طول خط الجبهة وتحقق تقدما تدريجيا في عملية "تحرير أرتيموفسك". وأضاف بوشيلين في مقطع فيديو مسجل نشر عبر تيليجرام، أنه رغم الظروف القتالية العصيبة التي تواجهها الوحدات المشتركة إلا أنها عازمة على تحرير أرتيموفسك، وتحرز تقدما على طول الخط الأمامي بأكمله، محدثة خسائر فادحة في التعزيزات العسكرية التي أرسلها نظام كييف لمواجهة التقدم الروسي.