في هذا الكتاب يتعرف القارئ على شخصية المؤلف والسمات التي يتميز بها أسلوبه في المنصب القيادي، والتفاصيل الإدارية التي تكاملت فيها جهود كل قطاعات الدولة للتعامل بنجاح مع جائحة كورونا، وتستحق إلقاء الضوء عليها لاحقاً.. منذ أن تصل إلى بوابة الدخول لمعرض الرياض الدولي للكتاب تقابلك الثقافة، ثقافة الترحيب واللطافة والاحترام والكرم الإنساني. في داخل المعرض شبان وشابات يستقبلونك بالابتسام ويفرحون بتقديم الخدمات والمساعدة والمعلومات، يعملون بإخلاص ومعنويات عالية، لا بد هنا من تقديم عبارات الشكر والتقدير لوزارة الثقافة، وجامعة الملك سعود على تقديم معرض ثقافي رائع بتنظيمه وخدماته ومحتوياته. اخترت في زيارتي للمعرض هذا العام أن أبدأ البحث عن كتاب بعنوان (الوقوف على أطراف الأصابع )، وصلنا إلى الناشر وهو شركة رف للنشر، فوجدتهم يستقبلوننا كأننا أصدقاء لم يقابلونهم منذ زمن طويل، اخترت البدء بهذا الكتاب لأنه يتحدث عن أزمة عالمية حدثت عام 2020 تمثلت في جائحة كورونا التي هزت العالم وألبسته الكمامات وحجزت الناس في منازلهم وتسببت في الوفيات، كما اخترت هذا الكتاب لأن مؤلفه هو وزير الصحة آنذاك المبدع الدكتور توفيق الربيعة، وكأنما أردت التعرف على مهاراته في الكتابة مقارنة بمهاراته الإدارية المتميزة، المؤلف يصف الكتاب بأنه يدون تجربته من منظور وزارة الصحة ولكن التعامل مع الجائحة كان مشروع دولة بقيادتها وبكامل قطاعاتها، هو كتاب –حسب المؤلف– (يدون قصة أناس عظماء تجلت قدرتهم في قيادة هذه الأزمة الاستثنائية من أعلى الهرم حيث يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين، ويقود ملفاتها ولي عهده الأمير الفذ محمد بن سلمان الذي كان يعرف التفاصيل ويصل ليله بنهاره عملاً ومتابعة وقيادة. كان يهندس خارطة طريقها بدقة ويتخذ قرارات جريئة أنقذت بلدنا بعد توفيق الله وجعلته من الدول الأكثر تميزاً في التعامل مع هذه الجائحة، هذا التفاني من قياداتنا جعل جميع قطاعات الدولة تعمل بجد وجهد واجتهاد منقطع النظير من أعلى موظف حتى آخر موظف في هذه الجائحة قد لا يعرفه أحد متوارياً خلف جهازه أو في معمله أو ذاهباً آيباً من أحد الميادين القصية يصل ساعات يومه، عن كل هؤلاء، دونت هذا الكتاب). الكتاب قصة كتبها المؤلف محاولاً كما أشار في المقدمة إلى الابتعاد عن الأشياء التي قد يجدها القارئ في أماكن أخرى وهي نصيحة من شخص يثق برأيه جعلها المؤلف خارطة طريق حاول أن يستنير بها طوال رحلة كتابة هذه القصة، كما حاول أن يبرز الأشياء التي يمكن الاستفادة منها كدروس. وهي بشكل عام تبرز تجربة سعودية رائدة على مستوى العالم في التعامل مع جائحة كورونا تتضمن تفاصيل إنسانية ودروس قيادية وإدارية. عنوان الكتاب اختاره المؤلف انطلاقاً من سؤال مقلق: متى ستنتهي هذه الأزمة؟ ويفسر هذا العنوان بقوله: (الوقوف على أطراف الأصابع هو حالة الاستعداد للعدائين قبيل انطلاقهم، وفيه يكون الذهن في أعلى حضور له، وهو أيضاً ما يفعله الإنسان لينظر للبعيد، وكأنه يتطاول بقدميه ليرى ما هو أبعد. يصف المؤلف الكتاب بأنه (ليس توثيقاً دقيقاً للجائحة ولا رصداً لمعطياتها، إنه ما جادت به الذاكرة من وجهة نظر شخصية، حاولت فيه أن أروي بعض ما شاهدته وعايشته حول تلك الأحداث، وربما يأتي غيري ويروي ذات الحدث من زاوية أخرى). سيتعرف القارئ لهذا الكتاب على خلفية فكرة مركز الكوارث والأزمات، ومركز القيادة والتحكم، ومركز استقبال الاتصالات 937، وتشكيل اللجان ودورها. وكيف أن مركز الكوارث والأزمات تم افتتاحه قبيل الجائحة بوقت قصير، كما سيتعرف على التطورات الإنسانية والإدارية وخطوات اتخاذ قرارات صعبة مثل قرار إيقاف العمرة من الخارج، وما تبع ذلك من قرارات بإيقاف العمرة لدول الخليج ثم إيقافها من الداخل، وإيقاف الصلاة في الحرم. القصة تتضمن فصولاً عن الصلاة في البيوت، والتعليم، والعمل، والحجر الصحي. في هذا الكتاب يتعرف القارئ أيضاً على شخصية المؤلف والسمات التي يتميز بها أسلوبه في المنصب القيادي، والتفاصيل الإدارية التي تكاملت فيها جهود كل قطاعات الدولة للتعامل بنجاح مع جائحة كورونا، وتستحق إلقاء الضوء عليها لاحقاً. القصة لم تنتهِ بعد، لنا عودة لهذا الكتاب المتميز في مقال آخر إن شاء الله.