بمشاركة 17 فناناً من عدة دول من بينها اثنين من السعودية، معرض «صافي الصفر» ليسلط الضوء على مفاهيم الاستدامة والاحتباس الحراري من خلال الخطاب البيئي الدقيق والثقافة البصرية، ومقدّماً خطاباً بيئياً فنياً له وقع في التحفيز والتوعية والإدراك العام بأهمية الطبيعة وتقديم الحلول للحفاظ عليها وتفعيل الشراكة الفنية بخلق محاورات بصرية لها فاعليتها. المعرض نظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء، ويستمر تسعة أشهر، ولعل المهم في هذا التكامل الفني هو السعي للتعميم البصري والفني وتكثيف هذا الحضور على مستوى محلي ودولي، صاحبه في الافتتاح الإعلان عن العمل الفائز في جائزة إثراء للفنون والتي كانت من نصيب الفنان العراقي المقيم في فنلندا عادل عابدين بعمله «عن تمرد الزنج»، مستخدماً ختماً مطبوعاً عليه كلمة «عن» لرسم اللوحة من خلال تكرار طباعتها، مستفيداً من ضغط الختم لزيادة كثافة اللون أو تخفيفه، تعبيراً عن مصداقية القصص المنقولة. فكرة معرض «صافي الصفر»، هي من أجل التواصل الفني وتقديم المعارض ذات الجدوى بعيدة المدى، حيث يبدو الهدف الأساسي منها التحفيز الشامل على الابداع والابتكار والاحساس الذهني بالواقع والمحيط والبحث عن أساليب مستقبلية في العمارة والتصميم مع التوافق الإنساني والشعور بالمسؤولية تجاه المحيط والبيئة وبلورة الأفكار المتجدّدة للحفاظ عليها. وقد ارتكز على تشجيع فكرة الاستدامة من خلال الابتكار والتدوير برسكلة الأشياء وتصميمها فنياً وجمالياً بتقنيات ثلاثية الأبعاد من أجل التكامل مع الواقع البيئي والاحتواء الإنساني لفكرة الاستدامة التي تساهم بأسلوب فني في الوقاية من التحولات المناخية والاحتباس الحراري. فالمعرض لا يقف عند الطرح العام للفكرة بل يستثير المتابعين والمهتمين إلى اقتحام عوالم الفنون والبحث عن منافذ التجريب التي تجمع المواكبة والتطوير والمعاصرة دون الانفصال عن التوافق مع الواقع البيئي والتماهي مع الطبيعة من أجل مستقبل آمن خاصة وأن المجسمات المقترحة سيكون لها حضور بعيد المدى قد يستعمل مستقبلاً ويكون لها أثره الملموس في مختبر الأفكار. يوسف الحربي