ترأس رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني، اجتماعًا حول جريمة الهجرة غير الشرعية بمشاركة عدد من ممثلي الدول الأوروبية والمفوضية الأوروبية، وذلك ضمن أعمال قمة المجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في غرناطة. وأفضى الاجتماع إلى إصدار بيان مشترك أكد فيه المشاركون على التزامهم بتعزيز التعاون في القضايا المتعلقة بالهجرة، بالإضافة إلى تقديم خطة استراتيجية من ثمان نقاط لمعالجة تحديات الهجرة غير الشرعية، مشددين على أهمية التعاون المشترك والمستمر لضمان سلامة وأمان المهاجرين، ومحاربة شبكات تهريب البشر. وتنوعت النقاط التي تم الاتفاق عليها لتشمل العمل المشترك لإغلاق سلاسل توريد العصابات المنظمة، وتحديث الإطار القانوني لمكافحة تهريب البشر، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات البحث والإنقاذ، وتعزيز مستويات التمويل، ودعم البلدان التي تشهد تحركات كبيرة من قبل المهاجرين، بالإضافة إلى تطوير شراكات شاملة تعمل على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، ودعم التنمية المستدامة. وعبرت إيطاليا وإسبانيا عن قلقهما من زيادة الهجرة غير النظامية هذا العام إلى جزرهما، بينما كانت مياه اليونان في يونيو حزيران موقعا لأسوأ حادث غرق قارب في أوروبا منذ أعوام أسفر عن مقتل مئات المهاجرين. ووضعت ألمانيا، المقصد المفضل للكثير من المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، نقاط تفتيش على حدودها قائلة إنها ضرورية من أجل التصدي للمهربين الذين ينقلون الناس إلى أراضيها. وجاء القرار بعدما أعلنت ألمانيا زيادة طلبات اللجوء المقدمة هذا العام بنحو 80 بالمئة. وترفض بولندا المجاورة استضافة الوافدين من الشرق الأوسط وأفريقيا، على الرغم من أنها تؤوي عدة ملايين من الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم. وقضية الهجرة لها حساسية سياسية وتتزايد النبرة والسياسات المعادية للهجرة في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى في يونيو حزيران المقبل. وتناقش دول الاتحاد أيضا خلال اجتماعها في غرناطة بإسبانيا المسار الاستراتيجي للاتحاد بعد أعوام اتسمت بأزمات منها جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة في 2022، فضلا عن تحديات تشمل تغير المناخ والتنافس الاقتصادي مع الصين. وتشمل البلدان الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد أوكرانيا ومولدوفا وبعض الدول في غرب البلقان. ويتعين عليها جميعا أن تلبي الكثير من المتطلبات للتأهل، الأمر الذي يعني أن محادثات الانضمام تستغرق أعواما. وفي 2020 كانت بريطانيا أول دولة تنسحب من الاتحاد. من جهة أخرى قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جورجا ميلوني في مقال رأي مشترك نُشر أمس الجمعة إن البلدين يريدان قيادة دفة أوروبا في مكافحة "الهجرة غير المشروعة". وهذا المقال هو علامة أخرى على الموقف الموحد بين الحكومتين اللتين تنتهجان أسلوبا صارما بخصوص الهجرة واجه انتقادات من الجمعيات الخيرية والمدافعين عن حقوق الإنسان. وورد في المقال المنشور في صحيفتي كورييري ديلا سيرا الإيطالية وتايمز البريطانية "رؤيتنا وأهدافنا متماثلة. في الواقع نحن من أقرب الأصدقاء في أوروبا اليوم"، وأشار البلدان إلى اتفاقهما في وجهات النظر بخصوص أوكرانيا والتعاون في مجال الدفاع. وقال سوناك وميلوني "نتعاون من أجل وقف القوارب وندعو الآخرين للتصرف من منطلق نفس الإحساس بالطبيعة الملحة لهذا الأمر". جاء ذلك بعد يوم من استضافتهما لاجتماع بخصوص الهجرة مع قادة أوروبين آخرين. وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في المحادثات التي عقدت على هامش قمة أوسع نطاقا في غرناطة بإسبانيا.