ما كان ينقص النصر هو (القوة الاقتصادية) والتي كانت تمنح منافسيه كعبا أعلى منه، بعد وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود حدث كساد وفجوة كبيرة جدًا اقتصادية وإعلامية وفنية غيبته فترةً طويلة عن البطولات، مما منح منافسيه التفوق ولو حدث هذا لأي نادٍ ستخلق الفوضى والاختلافات والانقسامات في أعتى الكيانات، ناهيك أنه لم يتم تجهيز صف ثانٍ من القياديين الإداريين لمرحلة ما بعده، وهذا خطأ استراتيجي للكيانات الكبيرة، بل حتى للدول التي تنشد الاستمرارية ومواكبة المراحل والتطوير المستمر، فعدم وجود قياديين صف ثانٍ وثالث قد يُدفع ثمنه، وهذا أيضًا حدث في عريق جدة نادي الاتحاد ففي فترة البلوي كان هناك استقرار على المستويات كافة والتفاف حول النادي وهذا جعله ينافس ويحقق البطولات ولكن ما بعده ليس كما قبله والمتابع يعرف كيف تفكك الاتحاد وضربت اطناب الانقسامات ارجائه بعد ذلك وغادر بعض نجومه إلى أندية أُخرى كان أبرزهم وأحد صنّاع الإنجازات محمد نور والذي استقر به المقام في بيت الأساطير الكبير النصر، وكان قد سبقه لذلك الكابتن حسين عبدالغني القادم من النادي الأهلي الذي أرى أنه نادي نجوم وليس بطولات، فقد قدم أجيالا رائعة خدمة المنتخب السعودي وكانت علامة فارقة ومع هذا لم يستطيعوا أن يحققوا البطولات، هناك خلل في تركيبة الأهلي الجماهيرية والإعلامية. والضالعون في الوسط الرياضي يدركون كيف كان يتقلب بعض الإعلام الأهلاوي، فتارةً مع الهلال وأُخرى مع النصر على الرغم أن هذين الناديين ليسا بحاجة لهمها ولكنه خلل التركيبة كما أسلفت ومعالجتها تكون من الأهلاويين أنفسهم. في الهلال نلاحظ هزيمة مباراة واحدة وتعادل مباراتين أو ابتعاد موسم، كفيل بأن يجعل الانقسامات تدب في أركانه فما بالك لو كان الابتعاد سنوات أعتقد قد نشهد أسوء مما حدث في أندية مثل النصر والاتحاد والأهلي. بعد دخول صندوق الاستثمارات العامة ما يتميز به الهلال عن أقرانه ومنافسيه انتفى، من قوة مالية وعدم تأخير رواتب للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وأصبحت مزايا يتشارك بها مع أندية (الصندوق) فالورقة الأهم والتي كانت تشكل عقبة لغيره، لم تعد بذات الأهمية كالسابق فنبرة الاعتزاز بها مع مرور الوقت ستصل لمرحلة الضعف، وتذوب في ماء قدرة الآخرين على الاستقرار، وبدأ مرحلة مختلفة ومحدثة وتنصهر في صناعة (أدبيات جديدة) تؤمن بأن الجميع قادر على الانطلاق بذات القدرات والإمكانات وتنفث في جسدها روح المرحلة حتى لا يصبحوا جمرة تأكل نفسها دون أن تشعر!. بعد الخصخصة نلاحظ نادي النصر لديه نمو كبير في مستوياته الفنية واستقراره، وهذا النمو إذا ما أصبح في ذروته فستكون ريادة الخصخصة والتعامل معها من أدبياته، فالنصر يمتلك كل المقومات ليتسيد المشهد، ولكنه يحتاج بعض الوقت للمُضي قُدمًا نحو مرحلة التأسيس.