سعى نحو 85 ألف شخص إلى اللجوء في أرمينيا عقب سيطرة أذربيجان على منطقة قرة باغ المتنازع عليها في جنوب القوقاز. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأرمينية نازلي باغداساريان في العاصمة يريفان، الجمعة، إن هؤلاء اضطروا إلى الرحيل عن منازلهم. ووفقا لبيانات رسمية، غير مؤكدة، كان يعيش 120 ألف من الأرمن الكاراباخ في السابق بمنطقة ناجورنو كاراباخ. وسيطرت أذربيجان على المنطقة التي كانت موضع نزاع لعقود بين الدولتين، في هجوم عسكري الأسبوع الماضي. وأعلنت جمهورية آرتساخ، غير المعترف بها، والتي تحكم منطقة قرة باغ، أنها ستختفي من الوجود بداية من مطلع عام 2024، بعد أن وقع رئيس الجمهورية مرسوما بهذا المعنى صباح أمس الخميس. وكانت أذربيجان أجبرت جمهورية آرتساخ على الاستسلام الأسبوع الماضي، بعد قتال قصير ومكثف، وهو الأمر الذي سمح لباكو أخيرا بتأكيد سيادتها الكاملة على ناجورنو كاراباخ. وكانت الحكومة الأذربيجانية وروسيا -التي تعتبر القوة الحامية لأرمينيا- أعلنتا أنه لا يوجد حاجة لفرار المواطنين. غير أن الأرمن الكاراباخ يخشون التعرض للاضطهاد والعنف من الجانب الأذربيجاني. وقالت مسؤولة في مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة إن أكثر من 88 ألف شخص عبروا الحدود إلى أرمينيا من منطقة قرة باغ وقد يرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألفا، وهو رقم يطابق تقديرات إجمالي سكان المنطقة الانفصالية التي استعادت أذربيجان السيطرة عليها الأسبوع الماضي. وقالت ممثلة المفوضية في أرمينيا كافيتا بيلاني في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة عبر رابط فيديو إن حشودا ضخمة من الأشخاص المتعبين والخائفين يتجمعون في مراكز التسجيل. وأضافت "هذا هو الوضع الذي عاشوا فيه خلال تسعة أشهر من الحصار... وعندما وصلوا كان يعتصرهم الشعور بالقلق والخوف ويريدون إجابات". وقالت ردا على سؤال بشأن أعداد اللاجئين "نحن جاهزون للتعامل مع ما يصل إلى 120 ألفا ومن الصعب التكهن بالأعداد التي ستصل في هذه المرحلة"، وأضافت أن الأرقام الأولية كانت تشير إلى ما بين 70 إلى 90 ألف لاجئ لكن هذا يحتاج إلى تحديث. وقالت مسؤولة أخرى بالأممالمتحدة في المؤتمر الصحفي إن الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث اللاجئين. وذكرت ريجينا دي دومينيسيس، المديرة الإقليمية لليونيسف "إن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لنا هو أن العديد منهم قد انفصلوا عن أسرهم". وقال ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هشام دياب إن هناك حاجة كبيرة لدعم الصحة النفسية للاجئين. وأضاف "أن الوضع غالبا ما يشمل وصول عائلات مع أطفال ضعفاء للغاية لدرجة أنهم يفقدون وعيهم بين أحضان آبائهم. وقال كارلوس مورازاني، مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم نقل حوالي 200 جثة، من ضحايا انفجار مستود وقود والاشتباكات الأخيرة، من منطقة قرة باغ أمس الخميس. وفي المرحلة المقبلة، سيتم التركيز على مساعدة الذين تخلفوا عن الرحيل بالمواد الغذائية وأدوات النظافة الأساسية. من ناحية أخرى قال مكتب مستشار رئاسي في أذربيجان الجمعة إن البلاد تعتزم السماح لمجموعة من خبراء الأممالمتحدة بزيارة منطقة قرة باغ "في غضون أيام". وأضاف أن وسائل الإعلام لديها فرصة لزيارة قرة باغ أيضا وذلك في الوقت الذي وصل فيه عدد الأرمن الفارين من المنطقة نحو 90 ألفا من أصل 120 ألف نسمة، بعد هجوم أذربيجان العسكري الخاطف. ودعت الولاياتالمتحدة وغيرها باكو للسماح بدخول مراقبين دوليين قرة باغ وسط مخاوف من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان. وتتهم أرمينياأذربيجان بالتطهير العرقي في قرة باغ، وهو ما تنفيه باكو بشدة. وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد قال إن حقوق أرمن قرة باغ ستحترم بالكامل، ولكن "قبضته الحديدية" بددت فكرة إنشاء دولة أرمنية مستقلة في قرة باغ. وذكر بيان من مكتب الرئاسة في أذربيجان أن علييف قال لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء إن قوات بلاده لم تستهدف سوى "منشآت عسكرية... خلال تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب التي استمرت أقل من 24 ساعة، ولم يصب أي مدني بأذى".