لا يمكن أن يكون المدرب البرتغالي جورجي جيسوس صاحب البطولات والبصمات مع كل الأندية التي دربها بهذا السوء والتواضع الفني ليظهر الهلال معه بهذا الشكل المؤلم والموجع لكل عشاقه! ولا يمكن لعاقل متمعن أن يقبل بنظرية تآمر اللاعبين على المدرب عطفًا على أنهم مجموعة جديدة ومختلفة عن المجموعة (حمالة الآسية) التي كانت متهمة -من البعض- بتطفيش المدربين في السنوات الماضية بقيادة سلمان وسالم والمعيوف وبقية الجيل الذهبي الذي تم تفكيكه بطريقة أو بأخرى بحكم عامل السن أو الإصابات أو بسبب رفع عدد اللاعبين الأجانب، وذلك لأن جل من كانت توجه إليه أصابع الاتهام إما أنه رحل أو أنه اليوم على دكة الاحتياط ولا يمكن أن يقود اللاعبين الأساسيين للتخاذل والتراخي لتطيير المدرب على افتراض صحة هذه الادعاءات في السنوات السابقة. مجموعة جديدة ومتميزة من المحترفين أصحاب القيمة الفنية العالية في فرقهم الأوروبية، ومعهم عدد من لاعبي المنتخب الذي هزم منتخب بطل العالم، والنتيجة المفترضة هي فريق شرس يفتك بجميع خصومه؛ لكن النتيجة التي ظهرت للجميع كانت فريقًا هشًا مفككًا يتجرأ عليه الصغير والكبير، بلا هيبة دفاعية ولا شراسة هجومية، يظهر في دقائق أو في شوط، ويغيب في باقي الأوقات، النتيجة هلال لا يسر الهلاليين. لا يمكن لجيسوس أن يُظهر الهلال بهذا السوء حتى ولو تعمد ذلك بأفكاره البليدة وتغييراته المتبلدة، ولا يمكن لهذه النخبة من النجوم أن تظهر بهذا السوء والوهن والهوان حتى لو كانت لا ترغب بالمدرب، فما الذي يحدث في الهلال؟! وما الذي يحدث للهلال حتى يصل لهذا الوضع الفني الكارثي؟! أسئلة يجب على إدارة الهلال أن تجدها بسرعة؛ لأن التريث هنا كارثة وليس حكمة، والإجابة يجب أن تكون لدى اللاعبين؛ لكنها هذه المرة ليست عند المفترى عليهم سالم وسلمان وعطيف والمعيوف والبريك؛ بل هي عند قادة لاتسيو وولفرهامبتون والسنغال والهداف التاريخي لمنتخب البرازيل وهداف فولهام وهداف الدوري الروسي، وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا قد أصبحوا (شلة)، ولا يمكن أن نقول لا يرغبون بالمدرب بسبب قوة شخصيته، ولا يمكن أن نبرر بقاء الهلال بقيادة جيسوس بهذا الهوان بتلك الحجج والادعاءات؛ لذلك اسألوا هؤلاء الذين تم جلبهم بمئات الملايين وستجدون الإجابة والحلول، وإن أخبروكم أن العلة في جيسوس فليرحل اليوم قبل الغد؛ فهم الكتيبة، ولا نصر لكتيبة لا تؤمن بقائدها. حجج جيسوس بعد كل مباراة تؤكد أن الرجل نفسه لا يعرف ماذا يحدث، وحلوله حلول العاجز عن كشف الداء ووصف الدواء، تغيير لاعبين في نفس المركز، ثم البدء بمن انتهى به في المباراة التالية، ثم استبداله بمن كان يعتقد أنه المشكلة في المباراة السابقة، واستمرار مشكلة الهشاشة الدفاعية، وازدياد حالة العجز الهجومي حتى بعد حضور ميتروفيتش، كلها معطيات تؤكد أن الوقت ليس كفيلًا بحل مشكلات الهلال مع جيسوس؛ بل بحل مشكلات خصوم الهلال ومنافسيه، ولو كان هناك بوادر للنجاح لرأيت تحسنًا ولو طفيفًا في كل مباراة، فاتركوا عنكم يا إدارة الهلال البرود واتخذوا القرار قبل الدمار، أو تحملوا حين تتجاوز مطالبات عشاق الهلال حدود الجهاز الفني.