نعيش هذه الأيام في المملكة ذكرى عزيزة وغالية على قلب كل مواطن سعودي ألا وهي ذكرى اليوم الوطني. هذا اليوم المهم والتاريخي والذي أتى فيه الإعلان عن تأسيس المملكة العربية السعودية بشكلها الحديث قبل 93 عاماً على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. اليوم الوطني وإن كان هو اليوم الثالث والتسعون، ولكنه يأتي امتداداً لثلاثة قرون من الحكم السعودي الذي عم أغلب أرجاء الجزيرة العربية، حيث بدل حكم هذه الأسرة المباركة حال الجزيرة العربية للأفضل، على جميع الصعد.، فالأسر والقبائل التي تسكن الجزيرة العربية هي خير شاهد على هذا التغيير النوعي الذي طال جميع مفاصل الحياة تحت الحكم السعودي، ولله الحمد. فبدل الله الحال من خوف إلى أمن، ومن قلة ذات اليد إلى سعة في الرزق، ومن محدودية نطاق التعليم إلى أفق المعرفة الواسع حتى أصبح يسمع أصوات المعلمين والطلبة ليس في أرجاء المدن والقرى فقط بل أيضاً على رؤوس الجبال الشاهقة وبطون الأودية العميقة ونواحي السهول الفسيحة، بل لم يسجل التاريخ قط امتداداً لرقعة التعليم كما حدث في العهد السعودي، حيث إن التعليم قبل العهد السعودي كان في نطاق ضيق في بعض المدن والقرى فقط، أما باقي الجزيرة فكان مهملاً ومنسياً، ولكن بدل الله الوضع من حال إلى حال بفضل الله ثم بفضل هذا الحكم الميمون. كذلك أصبحت الطرق المعبدة تشق الكثبان الرملية ومختلف الأودية والجبال وتجملها، حيث ارتبطت جميع مدن وقرى المملكة بشبكة من الطرق الحديثة التي سهلت انتقال المواطنين والمقيمين في جميع أرجاء المملكة ليلاً ونهاراً آمنين مطمئنين على أنفسهم وأهلهم وذويهم. وأصبحت الخدمات الصحية المجانية بجوار كل بيت في المملكة، يستطيع كل شخص أن يصل إليها سيراً على الأقدام إن أراد ذلك، ولم يعد الخوف من الأمراض البسيطة هاجساً كما كان يعيشه جيل الأجداد ومن سبقهم. الخير الذي تعيشه المملكة -ولله الحمد- لم يعشه السعوديون لوحدهم، بل تعدى لغيرهم، حيث لم يتوقف الدعم السعودي منذ تأسيس هذا الوطن المعطاء عن مد يد العون والمساندة والمساعدة لكل الدول الشقيقة والصديقة في السراء والضراء، بل إن عدداً كبيراً من شعوب بعض الدول الشقيقة والصديقة يعتمدون بعد الله على أبنائهم الذين يعملون في المملكة لتوفير لقمة العيش، وهم لنا أخوة وأصدقاء نعتز بهم دوماً. ملوك هذا البلد المبارك يسيرون على نهج واضح في الحكم والتعامل مع الناس، فهم لم يأتوا من الخارج أو يفرضوا عليهم من سلطة خارجية بل هم أبناء هذه الأرض الطيبة وهم جزء عزيز من نسيج هذا الشعب عاشوا تفاصيل كل المصاعب والتحديات التي كابدها الآباء والأجداد، صالوا وجالوا على هذه الأرض تارةً مشياً على الأقدام وتارةً على ظهور الدواب قبل بزوغ شمس الصناعة الحديثة والتقنية. عاشوا مع أبناء شعبهم الظروف كافة صعبها وسهلها وبذلوا لشعبهم في أيام قلة ذات اليد كل ما يملكون وفي أيام الخير أسبغوا عليهم نعم الله التي تعد ولا تحصى، لذلك ستجد السعوديين حريصين ومتفقين دائماً على محبة الأسرة الحاكمة والولاء لها ولا يقبلون بديلاً عنها، فهذه الأسرة المباركة من الشعب وإليه، فالشعب معها يصطفون وعنها ينافحون. كل من عاش على هذه الأرض قبل الحكم السعودي وبعد الحكم السعودي يعلم ويدرك تماماً نعمة السعودية، وقصص وحكايا الآباء والأجداد مازالت تتردد في كل المجالس والدواوين عن كيف تغير وتبدل الحال وأصبحنا نعيش في بلد يتمنى العديد من شعوب العالم لو كانوا مواطنين فيه. فلله الحمد والشكر على نعمة السعودية.