كشفت تصريحات للحكومة الألمانية أن برنامج الإيواء الذي خصصته للأشخاص الذين يواجهون تهديدات من نوع خاص في أفغانستان، لم يسهم حتى الآن في وصول أي من هؤلاء الأشخاص إلى ألمانيا رغم مرور 11 شهرا على إطلاق هذا البرنامج. جاء ذلك في رد من الحكومة الألمانية على استجواب من حزب كتلة حزب اليسار في البرلمان، وقالت الحكومة في ردها إنه يجري الإعداد حاليا لأول حالات دخول لأشخاص تلقوا وعدا بالإيواء في إطار برنامج الحكومة وإن من المنتظر أن يتم ذلك قريبا. وتشير الأرقام المتوافرة إلى أنه من غير المتوقع قدوم عدد كبير من الأفغان إلى البلاد عن طريق البرنامج في المستقبل القريب، إذ أفادت الحكومة بأن عدد الأشخاص الذين حصلوا على موافقة على الإيواء عبر البرنامج بعد أن خاضوا إجراءات التأشيرة وخضعوا لاستجوابات أمنية وصل إلى 20 شخصا فقط حتى السادس من سبتمبر . من جانبها، علقت المتحدثة باسم كتلة اليسار لشؤون سياسة اللجوء، كلارا بونجر، على هذه الأعداد قائلة :" هذه حصيلة شديدة التدني، أتساءل حول ما إذا كانت الحكومة لا تزال مهتمة بتنفيذ جاد لبرنامج الإيواء أم أنها تنتظر تراجع الاهتمام العام بالقضية لتتركها في نهاية المطاف تروح في طي النسيان خلسة". في المقابل، لا يزال أفغان يتمكنون في الوقت الراهن من الوصول إلى ألمانيا بوسائل أخرى وفي الغالب بمساعدة عصابات التهريب، إذ تشير بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إلى أن عدد الأفغان الذين قدموا طلب لجوء لأول مرة من داخل ألمانيا وصل إلى 35 ألف و798 شخصا في أول ثمانية شهور من العام الحالي ليكون الأفغان هم ثاني أكبر فئة بين المتقدمين بطلبات لألمانيا لجوء بعد السوريين. وانتقدت بونجر فترات الانتظار الطويلة بالنسبة للأفغان الذين يرغبون في القدوم إلى ألمانيا للم الشمل مع عائلاتهم. كانت الحكومة الألمانية وعدت بإيواء أكثر من 40 ألف أفغاني معرضين لتهديد كبير وأقاربهم المباشرين في ألمانيا، ومن هؤلاء أكثر من 24 ألف و800 شخص كانوا من الموظفين المحليين الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية وأقاربهم، بالإضافة إلى 15 ألف و300 آخرين معرضين للخطر بشكل خاص بسبب جهودهم من أجل نشر الديمقراطية.