نبضاً بنبض، كتفاً بكتف، معصم يلتف بأخيه كأنهم بنيان مرصوص، هو الشعب الأصيل، (سياج سعودي منيع)، يحمي حدوده من كرم الشمال إلى جنوب العز، ويصون حبات ثراه التي يراها سبائك ذهب تحمله على كف الزمان، موحدين دعوانا إلى السماء (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا). في شرق أرضنا يحادث رجل اعتلى بياض لحيته سوادها طفل يانع، عن زمن مضى حين أبى المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلا أن تشرق راية العز من بين الأوطان وعن كفاح الأجداد وصهيل خيولهم وصليل سيوفهم وأرواحهم التي قُدِّمَتْ على نمارق الكرامة، طرز شرفها بمسك المروءة لتوحيد هذه الأراضي المترامية الأطراف، كألماسة مضيئة في خارطة التاريخ، أحسن صياغتها عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- لنبهج العالم أجمع (أسرة متشعبة الفروع والأصل سعودي). فتبسم صغير السن ثري العقل وأشار بيمينه إلى حيث نحن الآن، ولآلىء مجد آل سعود امتدت (يا عمَّاه) عزاً على هامات الزمان، حتى قبضها سلمان الشهامة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومن ثم ساعده القوي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، عراب رؤيتنا وعماد نهضتنا. في الثالث والعشرون من كل عام ننتشي أنفاس الأنفة مبجلة بالحمد والثناء أن خلقنا أبناء هذا الوطن المجيد الذي نحمل جميله على عاتقنا، فما حاضر تطورنا إلا امتداد لأصالة أجدادنا. على أرض نجد، انبثقت أحلام عظيمة منذ تلك السنين وعانقت أقدار السماء بقسم الوفاء والانتماء وقوة التحقيق، فبرق المجد في عيني محمد بن سلمان (حفيد معزي)، وأبى ألا يغمض له جفن حتى يرى بلاده كالشمس التي يعم ضياؤها مشارق الأرض ومغاربها. أحدثك عن رؤية 2030 والمشروعات التنموية الرقمية التي نسابق الوقت ونسبقه في تحقيقها ونذهل العالم قاطبة بما وصلنا إليه، وتمكين المرأة، حيث كان هاجس ولي عهدنا لأن تتقلد المناصب العليا وتكون شريكة التنمية الاجتماعية، أم لنرحل بجولة سريعة إلى مدينة نيوم (الخيال المتحقق)، وما أدراك ما نيوم؟! أم جمال وسحر الإبداع في (العلا)، وغيرها الكثير لا يسع الوقت لذكرها إلا واستحدث مشروع تنموي سريع. وما أصابت نائبة من نوائب الدهر دولة ما إلا وكانت مملكتنا الروح الحانية التي تساعد وتأوي وتكرم، إنها المسؤولية، الالتزام، الإنسانية، منهجية لا يتقنها إلا قادتنا العظام. ليس الثالث والعشرون هو يوم الوطن، بل كل يوم نصحو فيه بأمن وأمان وازدهار وتطور هو عرس وطني نحتفل فيه حباً وفخراً بالانتماء لهذه الأرض الطيبة، بحمايته من ألسنة المغرضين وسموم الحاقدين، لنكون لهم كالزجاج في حنجرة غيهم بالقلم والروح واللسان. فكل قطرة عرق على جبين المؤسس -رحمه الله- فاح شذاها بالمجد والعزة ما نحيا به اليوم، رحم الله بطل الملحمة العظمى، وكل عام والوطن بألف خير ونماء.