نسمع بالمثل القائل: «لولا اختلاف الأنظار لبارت السلع»، أي لو لم يكن بين معارف الناس، وأذواقهم اختلاف لكسدت بعض البضائع، دون أن يتم شراؤها، لأن السلع ليست على شكلٍ واحد، من الجودة، أو اللون، أو غير ذلك من أنواع الاختلاف، وهذا صحيح، وأنا هنا لن أتكلم عن كل الطرفين، وهما اختلاف الأنظار، واختلاف السلع،، ولكني سأتكلّم عن طرف واحد، هو اختلاف الأنظار، أي الآراء، والذي هو ليس محدود على السلع فحسب، وإنما يوجد في كل متطلبات الحياة، التي من ضمنها الأخلاق، والتي هي أيضاً مختلفة، وبعضها متضاد مثل الصدق وضده الكذب، والعلم وضده الجهل، وغير ذلك من خصال الإنسان الكثيرة. فكما يقع بعض أنظار بعضنا على بعض البضائع الرديئة، أو المحدثة لم يتعوّد الناسُ على اقتنائها، فينتقد كل من يبادر بشرائها، غير ملتزمٍ، نظرة المجتمع ضده، هناك أناسٌ تقع أنظارهم على خصال رديئة مسيئة، لا خير فيها ولا منفعة. فمتى يدرك كلٌّ منّا معرفة تلك الأنواع السيئة، من الخصال فيتحاشاها، أعتقد أن ذلك غير ممكن ما لم نركز على خصالنا وخصال غيرنا السيئة، ونتخلّص منها، قبل أن ننظر إلى مكارم الأخلاق ونتحلى بها، ونحنُ نتحلى بخصالٍ مضادة لها، فإنه لا يجتمع متضادان في مكانٍ واحد، دون أن يؤثّر أحدهما على الآخر، إلا أن يجتمع الماءُ والسكرُ، فلا يذيب الماءُ السكرَ. وفي اختلاف الأنظار، قلت هذه الأبيات: الناس بهالدنيا نوايا ومفاهيم متخالفين بالفهم والنوايا أحدٍ على المله وحب التعاليم واحدٍ على الغفله وشين السجايا بعضٍ نواياهم تكلمك تكليم وبعضٍ نواياهم تجي بالزوايا كم واحدٍ يرحل مع الناس ويقيم وهو مخفيٍ للشر عنهم خفايا ويله إلى جت ساعة السين والجيم في ساعةٍ فيها النوايا مطايا نافل علي الحربي