الفن، تلك اللغة الصامتة التي تربط بين عالم الأفكار وعمق المشاعر، تُعتبر مرآة لا تكذب، تعكس حيثيات الإنسان وجوانبه المختلفة. في هذا الزمن المعاصر، تبرز تقنية التفكير البصري كأداة لامعة تُفتح أبواب الإبداع بشكل غير محدود، تاركةً بصماتها في مختلف مجالات الحياة. عقل الإنسان، ذلك الكنز اللامتناهي للإبداع، يسبح فيه بحور من الأفكار والتصورات الجديدة. ومن هذه البحور ينبعث التفكير البصري، الجسر الذي يربط بين عالم الخيال والواقع، هذا النوع من التفكير يمتاز بقدرته على تحويل الأفكار إلى تجارب إبداعية مذهلة، حيث يختبر الفنان حدود مهاراته من خلال ترجمة مشاعره وأفكاره باستخدام الألوان والأشكال والرموز. إن جمال التفكير البصري ينبع من قوته في التصوير البديع للأفكار والمفاهيم، يعد هذا النوع من التفكير مفتاحًا لفتح أبواب الإبداع، حيث يمكنه توليد تجارب تثير الدهشة والإعجاب وتجذب الجمهور، ومن خلال هذا التفكير، يستطيع الفنان التعبير عما لا تستطيع الكلمات وحدها التعبير عنه، فالأشكال والألوان تصبح وسيلة لنقل رسائل معقدة وعميقة ببساطة ووضوح. ليس التفكير البصري محصورًا في عالم الفنون فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل ميادين التصميم والإعلان وحتى التسويق، حيث يمكن أن تتحول الأفكار إلى تصاميم جذابة بسيطة تبقى خالدة في ذاكرة المتلقين. كما يلعب دورًا حيويًا في تبسيط المفاهيم المعقدة من خلال استخدام الرسوم التوضيحية في المجالات العلمية والتعليمية. ومن خلال لغة التفكير البصري، يتمكن الفنان من نقل وجدان الشعوب وثقافاتها، حيث تعبر الأشكال والرموز عن تراثها وقيمها، وهذا ما نقلته لنا الأمم السابقة في رموزها المرسومة على الجدران. التفكير البصري ليس حكرًا على الخبراء فقط، بل يمكن للجميع تعلمه وتنميته من خلال التدريب والتجربة. إنه وسيلة للتعبير والتأمل، حيث يهدّئ العقل ويعزز التواصل الداخلي. إنه الروح التي تنبعث من الإبداع والتي تقوي قدرتنا في التأثير الإيجابي على محيطنا وثقافتنا. بالتالي، يظهر التفكير البصري بجلاء كأحد أهم جوانب التفكير الإبداعي التي تثري عالمنا المعاصر وتجعله أكثر إشراقًا وتألقًا. * رسامة ومختصة بالتفكير البصري التفكير البصري الجسر الذي يربط بين عالم الخيال والواقع بعض النماذج والطرح لمفهوم وجماليات التفكير البصري بعض النماذج والطرح لمفهوم وجماليات التفكير البصري