الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، ولا سيما التهاب القصيبات، والذي يعد من أكثر الأمراض الصدرية شيوعاً بين الأطفال ممن لم يتجاوزوا العام الأول، وتزداد نسبة الإصابة بالتهاب القصيبات خلال فصل الشتاء بسبب زيادة فرص إصابة الأطفال بالنزلات الأنفية التنفسية. د. عبد الحليم حمود استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض، يعرف مرض التهاب القصيبات، بأنه أحد الأمراض الفيروسية الأكثر انتشاراً بين الأطفال دون السنة الأولى نتيجة لنشاط فيروس ممرض يعرف ب(RSV)، مشيراً إلى أهمية العناية بالرضع بصفة خاصة في فصل الشتاء وتجنب تعريضهم لأية تيارات هوائية مفاجئة أو تغير مفاجئ في درجات الحرارة. ويضيف د. حمود أن الرضع الذين تتراوح أعمارهم ما بين شهرين وسبعة أشهر أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصيبات، حيث يبدأ المرض سريرياً بحدوث نزلة أنفية تنفسية على شكل سيلان مائي أنفي مصحوب بسعال خفيف وارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان، ويستمر ذلك حوالي ثلاثة أيام يتطور بعدها إلى تسرع بالتنفس وسعال حاد وصعوبة في الرضاعة ويشير د. عبد الحليم حمود إلى أن الأعراض السريرية لالتهاب القصيبات تتشابه إلى حد ما مع التهاب القصبات الربوي (الربو) عند الأطفال الأكبر سناً لما يسببه ذلك الفيروس من زيادة في إفراز المخاط في القصيبات الصغيرة، وينتج عن ذلك وزيز مسموع حتى دون استخدام سماعة الطبيب، وتعتبر الحرارة من الأعراض غير الثابتة، مضيفاً أن الأعراض الحادة لالتهاب القصيبات تستمر عند الرضع لمدة أسبوع، بينما يحتاج تحلل المرض بصورة نهائية إلى عدة أسابيع يعاني خلالها الرضيع من سعال أقل حدة من الوزيز لكن دون صعوبة في التنفس، ويعتمد تشخيص مرض التهاب القصيبات عند الرضع على الأعراض السريرية بشكل أساسي، وربما تساعد الصورة الشعاعية للصدر في تمييز بعض حالات التهابات الرئة أو الاختلاطات الأخرى المرافقة للمرض. وحول طرق وأساليب العلاج يؤكد د. حمود: أن علاج التهابات قصيبات الرضع يعتمد على تعريض الرضيع للأكسجين الرطب وإعطاء السوائل الوريدية، حيث إن الطفل المريض يعاني من نقص في كمية السوائل في الجسم نتيجة لصعوبة التنفس، ولا توجد أدوية فعالة ونوعية للقضاء على المرض تماماً، بما في ذلك موسعات القصبات والتي لا يرجح أن تحقق نتائج باهرة كالتي تحقق في حالات الربو القصبي، وحتى المضادات الحيوية لا تحقق التأثير الفعال إلا في الحالات المختلطة بإنتان بكتيري. ويلفت استشاري الأطفال بالحمادي إلى وجود عقار نوعي وحيد مضاد لفيروس (RSV) لكن استعماله يتطلب ظروفاً خاصة، ويقتصر استخدامه على الأطفال المقبولين في المستشفى، والذين يعانون من حالات خطرة مرافقة للمرض كأمراض القلب الولادية الزرقة أو الأمراض الصدرية المزمنة أو الذين يعانون من نقص في المناعة الطبيعية.