عندما أعلنت القيادة الرشيدة عن خطط رؤية 2030 المتنوعة، لإعادة بناء الاقتصاد، كانت تهدف إلى صناعة اقتصاد سعودي قوي وراسخ بمواصفات عالمية تضمن له الاستدامة والتطور والنمو، ومن هنا، حرصت الرؤية في وقت مبكر على تفعيل برنامج التحول الرقمي في الاقتصاد، باعتباره مظهراً من مظاهر التطوير الحقيقي والأصيل المتبع عالمياً، وجاء هذا المشهد ضمن هدف بناء مجتمع حديث يتسلح بالتكنولوجيا العالية. ولذا لم يكن غريباً وتحت مظلة الرؤية أن تتجه العديد من الكيانات الحكومية الوطنية بجانب المنشآت الصغيرة والمتوسطة للعمل الجاد من أجل صياغة استراتيجيات واضحة المعالم، لتعزيز التحول الرقمي في آليات عملها حتى لا تتخلف عن ركب التقدم، وهو ما يفسر قيام مسرعة الذكاء الاصطناعي التوليدي (غاية) بدعم وتمكين من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات في تعزيز عدد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ بغرض تطويرها وتسريع عملية دخولها إلى السوق. الخطوة تعكس الجهود نحو تعزيز مكانة المملكة العلمية، وجعلها في مقدمة الدول الممكنة لمجال الذكاء الاصطناعي، كما تعكس التزامها بترسيخ الابتكار والتنمية المستدامة في البلاد، للإسهام في تحقيق تطلعات رؤية كاملة، ببناء مجتمع متطور ومزدهر، يتبع أحدث التقنيات في أداء مهامه اليومية. اهتمام المملكة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة لم يكن من فراغ، وإنما من إدراك لحقيقة دورها المحوري في منظومة الاقتصاد الوطني، ومن أجل ذلك، ستدعم مسرعة «غاية» العديد من البرامج التي تستهدف جميع مراحل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستقطاب الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى المملكة. آلية عمل مسرعة «غاية» تعكس حجم الطموحات المرجوة منها، من أجل تعزيز مكانة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وإحداث التغيير المطلوب فيها حتى تواكب المتطلبات العالمية، هذه الطموحات دفعت «غاية» إلى إقامة أربعة هاكاثونات ذكاء اصطناعي حتى الآن، تمكن خلالها أكثر من سبعة آلاف مشارك ومطور ذكاء اصطناعي من تطوير 185 نموذجاً أوليّاً. النجاح اليومي الذي يحققه برنامج التحول الرقمي يؤكد على أرض الواقع حرص القيادة على صياغة خطة استراتيجية شاملة، تحقق من خلالها الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والتقنية المرجوة، وإحداث التغيير المطلوب، ومع مرور الوقت، لم يخيب البرنامج الظن به، وأثبت قدرة فائقة على تدعيم مكانة المملكة الريادية في العديد من المجالات.