هي فرع من العلوم الاجتماعية يهتم بدراسة التفاعلات الاجتماعية والظواهر الاجتماعية التي تحدث في سوق التجارة والتسويق، إن فهم دور العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في صناعة السوق وسلوك المستهلكين يعد جانبًا أساسيًا في فهم ديناميكيات التسويق الحديثة، ويتم استكشاف العلاقة بين الثقافة وعمليات التسويق، وكيف تشكل القيم والمعتقدات الاجتماعية الثقافة الاستهلاكية والأنماط التسويقية. إن فهم التفاعلات الاجتماعية في سوق التجارة والتسويق يعتبر أمرًا حاسمًا لعدة أسباب؛ حيث يساعد في تحليل سلوك المستهلكين وفهم العوامل التي تؤثر في اختياراتهم وتفضيلاتهم، ويعتبر الاحتكاك الاجتماعي والتأثيرات الاجتماعية عوامل مهمة في عملية اتخاذ القرارات الشرائية، وفهم القيم والمعتقدات والتوجهات الاجتماعية للمستهلكين يساعد المسوقين في تحديد استراتيجيات التسويق المناسبة وتصميم الحملات الإعلانية التي تستهدف جمهور معين، ويساعد في تحليل السوق وفهم تفاعلات المنافسة، ويمكن للدراسات الاجتماعية توفير نظرة عميقة حول تفضيلات المستهلكين وردود فعلهم تجاه منتجات أو خدمات معينة. عند تحليل السوق يجب على المسوقين أخذ العديد من العوامل الاجتماعية في الاعتبار؛ ومن أهمها ثقافة المجتمع، التي تشكل القيم والمعتقدات والتصورات الثقافية للمجتمع، وعلى المسوقين التعرف على العادات والتقاليد والاحتفالات والتفضيلات الثقافية للمستهلكين في السوق المستهدفة، ولابد أن يأخذ المسوقون في الاعتبار الطبقات الاجتماعية المختلفة في المجتمع؛ فيمكن أن تؤثر على الأنماط الاستهلاكية واختيارات المستهلكين وقدرتهم الشرائية، وتشمل العوامل الديموغرافية مثل العمر والجنس والتعليم والدخل والموقع الجغرافي، يجب أن يتم تحليل هذه العوامل لفهم ميزات الجمهور المستهدف وتوجيه استراتيجيات التسويق بناءً على ذلك. يعيش العالم تحولات اجتماعية مستمرة؛ مثل التكنولوجيا والعولمة والتنوع الثقافي، وفهم التفاعلات الاجتماعية يساعد المسوقين في تطوير استراتيجيات تسويقية ملائمة ومبتكرة تستجيب لتلك التغيرات، ويعزز فهم التفاعلات الاجتماعية بين المسوقين والمستهلكين بناء العلاقات القوية والتواصل الفعال؛ فالمسوقون عليهم متابعة التطورات التكنولوجية واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على سلوك المستهلكين، فهذه العوامل تؤثر على طرق التسويق والتواصل وتوفر فرصًا جديدة للتفاعل مع الجمهور، ومراعاة التغيرات الاجتماعية والثقافية المستجدة في المجتمع، فقد تكون هناك تحولات في القيم والاتجاهات والمعتقدات الاجتماعية التي يجب على المسوقين فهمها وتكييف استراتيجياتهم ومنتجاتهم وحملاتهم التسويقية وفقًا لهذه التغيرات. هناك العديد من الشركات التي تستفيد من سوسيولوجيا التسويق لتحسين استراتيجياتها وزيادة نجاحها في السوق؛ مثل شركة أبل (Apple) التي استخدمت العوامل الاجتماعية والنفسية مثل الرغبة في التميز والانتماء الاجتماعي لترويج منتجاتها، فتركز على تصميم منتجاتها بشكل جذاب وإيجابي لتحقيق الرغبة في الانتماء إلى مجتمع المستخدمين المتحمسين للعلامة التجارية، حيث يقول (ستيف جوبز): العوامل الاجتماعية تجعل التسويق أكثر إنسانية، حيث يتعامل مع الأشخاص وليس مع العملاء فقط. وشركة فيسبوك (Facebook) تعتمد على فهم الديناميات الاجتماعية والتفاعلات بين الأفراد لتحسين تجربة المستخدم وزيادة المشاركة، وتحلل بيانات المستخدمين وتوفر منصة تفاعلية تسمح للأشخاص بالتواصل ومشاركة الأفكار والمحتوى. وشركة ستاربكس (Starbucks) تعتمد على خلق تجربة اجتماعية مميزة للزبائن، وتصمم بيئة المقاهي بشكل يشجع على الاجتماع والتفاعل الاجتماعي، وتروج للمفهوم الاجتماعي للاستمتاع بفنجان قهوة وتجربة ممتعة. التسويق ليس علمًا فقط؛ بل هو فن يعتمد على فهم عميق لعقلية المستهلك وتحفيزه، والتسويق الاجتماعي يستند إلى فهم العوامل الاجتماعية وتوجيهها لتحقيق أهداف التغيير الإيجابي في المجتمع، وهي الأساس الذي يقوم عليه بناء العلاقات الطويلة الأمد مع العملاء، وهي مفتاح استدامة النجاح في عالم التسويق.. يقول محلل التسويق (جاي بونيسترا): في عالم مليء بالتكنولوجيا، لا يزال العامل الاجتماعي هو العامل الأكثر تأثيرًا في اتخاذ قرارات الشراء وبناء العلاقات.