اعتبر المحلل والخبير السياسي العميد حسن الشهري أن انشاء جسم موازٍ للقوات المسلحة في أي دولة هو خطأ استراتيجي حتى وان كان الهدف الأولي منه ايجابيا لمحاولة توسيع وتعزيز نفوذ هذه الدولة خارج حدودها الا انها قد تنتقل من الأعمال الإيجابية الى التحدي ثم تنتقل الى التهديد وعلق العميد الشهري في تصريحات ل"الرياض" على حادثة مقتل قائد مجموعة فاغنر الروسية وقال: هذا خطأ استراتيجي وهنا في المنطقة أمثلة واضحة وأشهر من ان يدلل عليها، واضاف اذا كانت روسيا الاتحادية استفادت من قوات مجموعة فاغنر لتعزيز نفوذها في الخارج الا ان بعض هذه القوات وقائدها بالذات لا تلبث ان ترتد الى راعيها ومكونها للبحث عن مكاسب قد تكون سبب في ضياع الدولة. وأشار المحلل السياسي العميد الشهري الى ان مجموعة فاغنر وضعت كل منجزاتها في أكثر من ميدان سواء في بيلاروسيا واوكرانيا وافريقيا واستخدمت هذه المنجزات كمؤشر لتحويل اهدافها فأبقت عينا على العاصمة موسكو على سدة الحكم. وأضاف "وفي اعتقادي ان قائد مجموعة فاغنر اعتقد واهما أنه بالإمكان تحقيق ذلك مستفيدًا من المتغيرات المتسارعة حول العالم والظروف المحيطة ولكن يبدو أنه نسي وتغافل عن أنه امام رئيس دولة عظمى ورجل استخبارات مخضرم ومحنك تعامل مع هذا التمرد دون سفك الدماء، ولو تعامل الكثير ممن جعلوا بلدانهم تنتحر جماعيا من أجل كرسي بعض البلدان العربية لكانت دولهم أفضل حالا. وقال الشهري "موسكو وضعت في الاعتبار في هذه المرحلة امتصاص كافة الردود العالمية ولكنها توجه رسالة قوية للداخل الروسي ان العبث بمقدرات الدولة من المحرمات وخيانة للامة". وأضاف "وفي نظري لا يمكن الجزم بتأثير لهذه الحادثة على العمليات العسكرية في أوكرانيا أو أن يكون لها تأثير قوي في أهداف روسيا من إنشاء هذه القوة لتعزيز مكانتها سلبا او إيجابا سواء في بيلاروسيا أو أفريقيا أو أي مكان في العالم". ويرى المحلل الشهري أن المشهد يؤكد ان الرئيس الروسي بوتن أوفى بوعده بأن الخائن لن ينجو من العقاب وما يحدث هو رسالة للداخل ورسالة مطمئنة للشعب الروسي ان نظام الحكم مستقر وان كانت مثل هذه الاعمال خطأ لا نقره ولكننا نقرأ تأثيراتها. والتي تعطي قوة لروسيا الاتحادية بأنها لا تعتمد على هذه القوات ولا على قادتها في تحقيق منجزات ومكاسب وطنية.