تتشكل فاغنر من قوات روسية منظمة شبه عسكرية، ظهرت في عام 2014، للمشاركة في الحرب في دونباس بأوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا، وهي مملوكة لرجل الأعمال يفغيني بريغوجين والذي كان صديقًا مقربًأ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. قالت صحيفة ذا صن البريطانية، إنه تم إنشاء قواعد عسكرية روسية في ليبيا عام 2018 تحت غطاء مجموعة فاغنر، ولكن نفى ليف دينغوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول التسوية الداخلية الليبية، قائلًا إن تقرير ذا صن لا يتفق مع الحقيقة. كما ظهرت قوات فاغنر الروسية في سورية عام 2015، حيث شاركت في الصراع السوري خلال السنوات الماضية، وتوسعت قوات فاغنر داخل سورية حتى الآن. وذكر موقع الإذاعة الوطنية العامة npr، وهي مؤسسة إعلامية أميركية، أن يفغيني بريغوجين أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي عام 2014 أسَّس الأول مجموعة فاغنر وهي شركة عسكرية روسية خاصة، وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 الماضي، أصبح يفغيني بريغوجين قائد المجموعة العسكريّة الخاصة أكثر نفوذًا كما زادت قوّة فاغنر حيثُ نما العدد التقديري للمقاتلين في صفوفِ المجموعة من عدة آلاف من المقاتلين في 2018 إلى نحو 50.000 مقاتل بحلول يناير 2023 وذلكَ وفقًا لتقديراتِ المخابرات الغربية. ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على شركة فاغنر ومالكها وأيضا معظم قادتها. أين يتمركزون؟ شركة "فاغنر" العسكرية الروسية موجودة قبل أعوام من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكانت تتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد. لكن مع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفغيني بريغوزين، والذي يعد أحد أبرز الأوليغارش الروس ويُعرف باسم "طباخ بوتين"، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية. وقد ظهر بريغوزين في مقطع فيديو في سبتمبر الماضي وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم. وتشير التقديرات إلى أن عشرين ألفا من عناصر مجموعة فاغنر يقاتلون حاليا في أوكرانيا. ورغم انخراطهم بشكل متزايد في الحرب، إلا أنه لا يمكن الوقوف على فاعلية عناصر فاغنر في ساحات المعارك بشكل قاطع، فيما يقول خبراء إن فاغنر تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إحراز تقدم كبير يصب في صالح القوات الروسية. وتنتشر عناصر فاغنر في بلدان أفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، فيما جرى اتهام روسيا باستخدام فاغنر للسيطرة على الموارد الطبيعية في أفريقيا فضلا عن التأثير على الشؤون السياسية والصراعات في دول مثل ليبيا والسودان ومالي ومدغشقر. وقد حذرت المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة من ظاهرة انتشار المرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم. لكن اللافت في مجموعة فاغنر يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الحكومة الروسية، فضلا عن نطاق انتشارها الكبير. ففي الوقت الذي تنصب فيه مهمة العناصر، التي تعمل في الشركات العسكرية الخاصة الأخرى على توفير الخدمات الأمنية، انخرطت عناصر فاغنر في تنفيذ مهام كبيرة في نزاعات وحروب أهلية، فضلا عن تضرر سمعتها بسبب تبنيّ عناصرها أفكارا يمينيةً متطرفةً. .