قيل في الأثر: (العِلم في الصغر كالنقش على الحجر)، إن العمر العقلي للطفل يتطور تبعاً لما يتلقاه من أسرته وبيئته والمحيط الذي يتعايش معه يومياً من مفاهيم ومعلومات ومعارف تثريه، فالسؤال يكمن هنا (من هم الذين ينهل منهم فيتأثر ويؤثر هل هو عالمه الحقيقي أو الافتراضي؟)، في أيامنا التي نعاصرها نرى أن هناك عوامل باتت مؤثرة في تنشئة الطفل ومن أجلّها التطبيقات سواء كانت ترفيهية أو تعليمية. وهذا الأمر ليس بالغريب في عصر الثورة التقنية بل إن من معززات التعليم لدى هذه الفئة أن تستخدم هذه التطبيقات بجميع الأبعاد سواء أبعاداً اجتماعية أو دينية أو وطنية لها الأثر الواضح عندما ترتبط باستراتيجيات التعليم المتنوعة داخل المدرسة وخارجها وإذا نُفذت بشكل مقنن فإنه سيتجلى أمامنا الأثر المتوقع منها وما ستحدثه من تغييرات إيجابية متقدمة في زمن قياسي لدى الطفل، ويبقى السؤال عالقاً هل هذا المأمول هو الواقع بعينه؟ هنا تظهر الفجوة بين الواقع والمأمول في قياس أثر التطبيقات التعليمية على الطفل، ما ذُكر سابقاً هو المأمول منها ولكن الواقع يتحدث عن مدخلات عديدة أثرت وبشكل واضح على فعالية الجانب الإيجابي الذي يرجى منها: هيمنة تطبيقات الألعاب الإلكترونية ومنافسة مواقع التواصل الاجتماعي والإدمان الإلكتروني بمختلف أنواع الأجهزة المستخدمة. وعنيت كثير من الجهات غير الرسمية في نشر الوعي بين كافة مؤسسات المجتمع بأهميتها وأنجع سُبل الاستفادة منها فما يتوجب يكثر الحديث عنه ويبقى الوعي والإدراك سيد الموقف والضغط على زر التحكم في الوقت المناسب يقع على عاتق المربي والمسؤول لترجح كفة المميزات على المحظورات، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه)؛ متفق عليه.