أعلنت كييف، مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، عبر ممر ملاحي جديد، رغم تحذير روسيا في وقت سابق بأنها قد تستهدف السفن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية. جاء هذا الإعلان، الذي يثير مخاوف من تدخل سفن حربية روسية، بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أنها حررت قرية في إطار الهجوم المضاد، الذي تشنه على امتداد الجبهة الجنوبية. أصدرت روسيا تهديدها بعد وقفها العمل باتفاق الحبوب الشهر الماضي، والذي تم التوصل إليه بوساطة من الأممالمتحدة وتركيا، يضمن ممرا آمنا لشحنات الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية. وقال الوزير المكلف شؤون البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف، إن "حاملة الحاويات جوزيف شولت... غادرت ميناء أوديسا، وتبحر عبر الممر الموقت الذي أنشئ للسفن المدنية". وميناء أوديسا، هو أحد الموانئ الثلاثة التي كانت ضمن اتفاق الحبوب. ومنذ خروج روسيا من الاتفاق، صعّدت موسكو هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود الأوكراني، والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب. مسيّرات تستهدف ميناء أوديسا قالت أوكرانيا، إن مسيّرات روسية ألحقت أضرارا بميناء على نهر الدانوب في منطقة أوديسا في جنوب البلاد، في أحدث هجوم يستهدف هذه المنشآت، مذ أوقفت موسكو العمل باتفاق الحبوب. وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 13 مسيّرة خلال الليل، في منطقتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين. وأثار الحادث موجة غضب في رومانيا المجاورة، التي أصبحت الآن مركزا رئيسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج، منذ انهيار الاتفاق. وقالت وزيرة الخارجية لومينيتا أودوبسكو، على مواقع التواصل الاجتماعي "ندين بشدة الهجمات (الروسية) المستمرة على الأبرياء والبنى التحتية المدنية، بما فيها مخازن الحبوب في ميناءي ريني وإزمايل". وازداد احتمال شن هجوم روسي على سفن شحن في البحر الأسود منذ الأسبوع الماضي، عندما أعلنت موسكو أنها أطلقت طلقات تحذيرية من سفينة حربية روسية، على سفينة شحن متجهة نحو إزمايل. وغادرت سفينة الشحن ميناء أوديسا، بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني استعادة أوروجاين، وهي قرية صغيرة في منطقة دونيتسك، التي يقول الكرملين إنها جزء من روسيا. وكتبت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار، عبر منصات التواصل الاجتماعي "تم تحرير أوروجاين... الهجوم يتواصل". وقد أطلقت كييف مطلع يونيو، هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد، وجنوبها بعد الحصول على دعم عسكري غربي ضخم. إلا أن كييف أقرت بصعوبة المعارك، والتقدم في مواجهة الدفاعات الروسية، وبقيت نتائج هجومها دون ما كانت تأمل به. أوكرانيا تضغط على الجبهة الجنوبية يأتي الإعلان الأوكراني عن استعادة أوروجاين غداة تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن الموارد العسكرية الأوكرانية "شبه مستنفدة". ولم تعلّق موسكو التي تقلل دائما من قدرات كييف الهجومية، بعد على التصريحات الأوكرانية بشأن استعادة القرية. وتعد دونيتسك من المناطق الرئيسة في المواجهة بين روسياوأوكرانيا، وهي واحدة من أربع مناطق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّها العام الماضي، بعد أشهر من بدء غزو قوات بلاده لأوكرانيا في فبراير 2022. كما أعلن حاكمها بافلو كيريلنكو، مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في المنطقة بقصف روسي خلال ال24 ساعة الماضية. وتعد أوروجاين، التي كان عدد سكانها يقدر بزهاء ألف نسمة قبل الحرب، ضمن مجموعة من القرى التي تعمل القوات الأوكرانية منذ أسابيع على استعادتها. إلى الشرق، تقاتل القوات الأوكرانية أيضا، لدحر القوات الروسية من شمال وجنوب مدينة باخموت التي دمرتها الحرب. وسيطرت القوات الروسية على المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالى 70 ألف شخص في مايو، بعد معركة وحشية استمرت لأشهر. من جهتها، أعلنت روسيا أن أنظمة دفاعها الجوي أسقطت مسيّرات عدّة خلال الليل قرب موسكو، في أحدث سلسلة من الهجمات الجوية التي تستهدف مناطق حضرية في روسيا. وقالت وزارة الدفاع إن ثلاث مسيرات أسقطت في منطقة كالوغا في جنوب العاصمة، فيما قال مسؤولون إقليميون إنه لم تقع إصابات أو أضرار. وهذا الهجوم الجوي هو الخامس على الأقل هذا الشهر على منطقة كالوغا. وقالت روسيا إنها أحبطتها جميعها.