بعد زواجه بأيام، قابلت العريس فباركت له زواجه، فأجابني بفرحة وابتسامة قائلاً: الحمدلله، أنا في سعادة ورضا نفسي بزوجتي، ولكن فرحتي للأسف لم تكتمل بعد؛ فأنا في هم وقلق وضيق نفسي داخلي وحرج في حياتي، وذلك بسبب الديون التي تحملتها كقروض وتمويل لاستكمال مراسم إعلان زواجي وفق طريقة العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية المتبعة والسائدة في مدينتي، والتي تعد كنظام وضبط اجتماعي لا بد منه، فقلت له: اطمئن، فلست وحيدًا من يعاني من ظاهرة الزواج التقليدي؛ فكثير من تضرر من مراسم الزواج التقليدي وتكاليفه. لذلك أتمنى من كل قلبي أن تنتهي في القريب العاجل وتندثر مراسم الزواج التقليدي والذي تتحكم فيه العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية، والتي لها تأثير سلبي على الزوجين، وأحد أهم أسباب العنوسة وتأخر سن الزواج، والحل سهل في وجهة نظري وهو أن يكون الزواج عائلياً وميسراً في المهر وبرتوكولاته. فالزواج خاص بالزوج والزوجة وأسرتيهما وليس عاماً، وهو كذلك إيجاب وقبول ومهر وولي ووليمة لمن يستطيع، وبهذا الحل نتجاوز هم تكاليف الزواج العالية ويصبح الزواج سهلاً وميسراً وتنتهي مراسمه في ساعات فقط، ونتوافق مع المرحلة والتغير والمدنية والحضارة التي نعيشها في وطننا الغالي الحبيب، وهذا يحدث بتكاتف الجميع وبالتوعية المجتمعية، وذلك من أجل تيسير الزواج واندثار الزواج التقليدي عالي التكاليف، وذلك لأن الزواج سهل وخاص وليس عاماً وصعباً ومعقداً كما في الزواج التقليدي التي تسيطر عليه العادات والتقاليد والأعراف والتي لا تتوافق مع المرحلة والفكر الاقتصادي والاجتماعي.